نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جامعة القاهرة تنظم ندوة حول "قضية اللغة وتعزيز الهوية الوطنية" - أرض المملكة, اليوم الأربعاء 12 فبراير 2025 11:35 صباحاً
وأدار الندوة الدكتور عبدالله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس الجامعة، والدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة والمتحدث الرسمى باسم الجامعة، بحضور لفيف من أعضاء هيئة التدريس والعاملين وجموع من الطلاب بمختلف كليات الجامعة.
وتأتى فعاليات الموسم الثقافي للجامعة فى إطار توجيهات الدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس الجامعة، بتكثيف اللقاءات الفكرية مع طلاب الجامعة، وتوسيع الآفاق المعرفية والفكرية لديهم، عبر تنظيم محاضرات وندوات، مع كبار المفكرين والعلماء والكتاب والإعلاميين، لحوارات ونقاشات مع الطلاب، تستهدف تعزيز الوعى بالقضايا المجتمعية، على مختلف المستويات محليًا وإقليميًا وعالميًا، بما يصقل شخصياتهم، ويساهم فى تنمية قيم الولاء والانتماء للوطن.
وفي مستهل كلمته خلال اللقاء، رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، بالشاعر الكبير الدكتور جمال الشاعر فى رحاب جامعة القاهرة العريقة، والذي أثري الساحة الإعلامية والثقافية ببرامج هادفة تتسم بالرقي في التناول وجمعت بين العلم والأدب والإعلام والثقافة، مشيرًا إلى الأعمال القيمة للدكتور جمال الشاعر الذي يُعد نموذجًا ملهمًا نحتاج إليه في الوقت الراهن لتقديم الاضافات الثرية للمجتمع.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلي تدشين الجامعة لـ "قاموس القاهرة العصري للشباب العربي "خلال مشاركتها في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وإطلاق الإصدار الأول منه بنسخة ورقية وأخري الكترونية، مؤكدًا أهمية اللغة في تعزيز الهوية الوطنية وضرورة الإنشغال بها، وهو ما يؤكده فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في اللقاءات المختلفة، لافتًا إلى أن اللغة لا تستقر في إطار واحد بل تختلف وتتعدد بتعدد المتحدثين بها ومتلقيها، فلغة القانون على سبيل المثال يختلف استخدامها من القاضي والمحامي وأعضاء النيابة وأستاذ الجامعة.
ومن جانبه، أشار الدكتور جمال الشاعر، خلال كلمته، إلى الدور المهم الذي تقوم به جامعة القاهرة في تغيير الوجه الثقافي والأكاديمي والإبداعي للمنطقة ووصفها بأنها "رأس الحربه للقوة الناعمة لمصر"، مقدمًا التهنئة للدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة لصدور قاموس " القاهرة العصري للشباب العربي" علي غرار قاموس اكسفورد وكمبريدج، مؤكدًا ضرورة أن يفخر الطلاب بإنتمائهم لمصر ولجامعة القاهرة العريقة التي تضم في جناباتها ٢٧ مستشفي تقدم خدمات علاجية لنحو ٢ مليون مريض سنويًا بالمجان.
وتطرق الدكتور جمال الشاعر، إلى علاقة اللغة بالبعد الوطني والقومي في ظل التحديات المعاصرة التي تستهدف هدم اللغة والتشويش علي العقل العربي، وكيفية تحصين الشباب لكي يظل عربي الفكر ويحترم الرموز الثقافية والفكرية، مشيرًا إلي خطورة تراجع اللغة وهو ما يستدعي ضرورة توظيف وتعريب العلوم بإعتبار أن اللغة هي وسيلة للمعرفة وليست مجرد بلاغة وقدرة على التعبير، وأن تعريب العلوم يُتيح المعرفة الحديثة المتطورة.
وأوضح الدكتور جمال الشاعر، التحديات التي يواجهها الشباب المصري في الوقت الراهن والتي تتمثل في الظروف الاقتصادية والمادية وكيفية حصولهم على الوظائف المناسبة، مؤكدًا أن التحفيز الذاتي يستطيع أن يساهم في إحداث معجزة كُبري في ظل تحولنا إلى مستعمرات رقمية، موجهًا الشباب بضرورة حصولهم على ثقافة علمية مناسبة لفهم العصر، وضرورة ردم الفجوة اللغوية التي تخلق الصراعات المختلفة، واستخدام الإمكانات المختلفة لتقنيات الذكاء الاصطناعي لخلق آلية للترجمة بمراجعة الأساتذة والعلماء المتخصصين.
واستعرض الدكتور جمال الشاعر، خريطة توضح لغة تدريس العلوم حول العالم والتي أوضحت أن الدول الوحيدة التي تقوم بتدريس العلوم بلغات أجنبية هي الدول الإفريقية، وأن دول أوروبا وآسيا والأمريكتين يتم بداخلها تدريس العلوم بلغتهم الأم، وهو الأمر الذي ساهم في تقدم تلك الدول مقارنة بالتأخر الكبير الذي تشهده الدول الإفريقية، مؤكدًا أننا نعيش في خطر شديد يتمثل في تهديد الهوية وتهديد مستقبل الأجيال الذين يمكنهم المساهمة في صناعة الاختراعات والابتكارات وتطوير العلوم المختلفة.
وقدم الدكتور جمال الشاعر، عدة مقترحات تساهم في إبراز أهمية تعريب العلوم يتمثل المقترح الأول في إنشاء وحدة ترجمة بالمجلس الأعلي للجامعات في كل التخصصات تكون مهمتها الأساسية ترجمة كل ما هو جديد في العالم، وتضم نخبة متميزة من الأساتذة المتخصصين في مختلف اللغات والتخصصات وتتواجد بشكل دائم، بينما يتمثل المقترح الثاني في تكليف كل مبعوث للخارج من أساتذة الجامعة بترجمة كتابين الأول في كلاسيكيات العلم الخاصه به، والثاني في أحدث ما توصل إليه العلم ويتم مراجعتهما من خلال وحدة الترجمة بالمجلس الأعلى للجامعات، لافتًا إلى إمكانية قيام جامعة القاهرة بتأسيس منصة رقمية متطورة من خلال تعاون كليات الهندسة والحاسبات والذكاء الاصطناعي.
وقال الدكتور عبد الله التطاوي، إن جزء من رسالة الجامعة الأساسية يتمثل في تثقيف العقل والوجدان للطلاب من خلال مصادر وطنية آمنه، وهو ما أسس له الآباء المؤسسون للجامعة ويستمر فيه مع الحداثة والتطور والتجديد قيادة الجامعة الرشيدة، مشيرًا إلى الإضطرابات المحيطة بالدولة المصرية والتي تستدعي تعزيز الهوية الوطنية لدي طلاب الجامعة خلال المرحلة التاريخية الجديدة من خلال استضافة المصادر الوطنية التي تمثل مرجعية وقدوة لأبناء الجامعة الذين هم بحاجة إلي حصانة ومناعة تُمنح لهم كجزء من واجبات الجامعة تجاههم.
ومن جانبه، أشار الدكتور محمد منصور هيبة، إلى المقومات الأساسية التي يجب توافرها في الإعلامي الناجح والتي تتمثل في اللغة، والثقافة الموسوعية، والقابلية الجماهيرية والمصداقية لدى الرأي العام وجميعها تتوافر لدي الدكتور جمال الشاعر، مضيفًا أن الدكتور جمال الشاعر قد أحدث هزة عقلية وفكرية من خلال مقولته بأننا صرنا مستعمرات رقمية وهي حقيقة لابد من الاعتراف بها، وأننا جميعًا شركاء في هذه المستعمرات وعلينا تحمل تبعاتها، لافتًا إلى أننا نعيش عصر "مجاعة معرفية" نحتاج فيه إلى إدراك أهمية اللغة والقراءة.
وأكد المستشار الإعلامي لرئيس جامعة القاهرة، أن مصر محمية إلهية وسوف تظل عصية على الإنكسار بفضل قوة جيشها الوطنى ورموزها السياسية وعلمائها وشعبها الأبي وجميعهم يساهمون في الحفاظ على أمانها ووطنيتها، مشيرًا إلى أن مصر هي من صنعت الحضارة منذ آلاف السنين، وهي دولة تعرف حجمها منذ القدم وتحتاج دومًا إلي جهود أبنائها المخلصين في مختلف المجالات والتخصصات.
وفي نهاية اللقاء ، ألقي الدكتور جمال الشاعر عدة قصائد شعرية، وتم فتح باب المناقشة والحوار مع الطلاب والرد على تساؤلاتهم المختلفة بهدف إثراء أفكارهم عبر فعاليات المحاضرة بهدف تكوين جيل واع بتحديات العصر.
كما أهدي الدكتور محمد سامي عبد الصادق درع جامعة القاهرة للدكتور جمال الشاعر تقديرًا لدوره المتميز في إثراء الساحة الإعلامية والثقافية والمعرفية.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق