بدأ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تتضمن لقاءً مهمًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد غد الثلاثاء في البيت الأبيض. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط توترات مستمره في غزة والضفة الغربية، واحتدام التوترات الإقليمية مع إيران، واستمرار الأزمة الاقتصادية العالمية، مما يجعلها محطة رئيسية في صياغة السياسات الأمريكية تجاه المنطقة.

ووفقًا لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، تشمل زيارة العاهل الأردني اجتماعات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الأمريكيين، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، مستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، بالإضافة إلى لقاءات مع لجان في مجلسي الشيوخ والنواب لبحث ملفات التعاون الأمني والدعم الاقتصادي الأمريكي للأردن، والتحديات الإقليمية التي تواجه المملكة.

القضية الفلسطينية في صدارة المحادثات

تأتي هذه الزيارة وسط تصاعد الجدل حول خطة اليوم التالي للحرب في غزة، التي تطرحها الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، والتي تتضمن تصورات حول مستقبل القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقد أكد الأردن مرارًا رفضه القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، أو فرض حلول أحادية الجانب، معتبرًا أن الحل الوحيد المقبول هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
 

ومن المتوقع أن يناقش الملك عبد الله هذه القضية مع ترامب، وسط مخاوف من أن تتحول غزة إلى ساحة تصفية حسابات سياسية، أو أن يتم فرض وصاية دولية على القطاع، وهو ما ترفضه القيادة الفلسطينية والأردن بشكل قاطع.

تعزيز التعاون العسكري والأمني في مواجهة التهديدات الإقليمية

في ظل تزايد التهديدات الأمنية في المنطقة، التقى الملك عبد الله وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث اليوم الأحد، في اجتماع ركز على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وتوسيع الدعم الأمريكي للجيش الأردني في مجالات مكافحة الإرهاب، أمن الحدود، والتعاون الاستخباراتي.

وتعتبر واشنطن الأردن شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا في مكافحة الإرهاب، حيث تلعب المملكة دورًا رئيسيًا في التصدي للجماعات المتطرفة في المنطقة، خاصة مع وجود تنظيمات مسلحة على حدودها مع سوريا والعراق. ومن المتوقع أن تتناول المحادثات تعزيز برامج التدريب العسكري المشترك، وزيادة الدعم اللوجستي للقوات الأردنية.

لقاءات اقتصادية وأكاديمية في بوسطن

إلى جانب المباحثات السياسية والعسكرية، سيتوجه الملك عبد الله غدًا الاثنين إلى مدينة بوسطن، حيث يعقد لقاءات مع ممثلي شركات أمريكية كبرى ومؤسسات تعليم عالٍ، إضافة إلى لقاء مع حاكمة ولاية ماساتشوستس مورا هيلي.

وتسعى هذه الاجتماعات إلى تعزيز الاستثمارات الأمريكية في الأردن، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا، الطاقة المتجددة، والتعليم العالي. وكان من المفترض عقد هذه الاجتماعات في ديسمبر الماضي، لكنها تأجلت بسبب الظروف الجوية السيئة آنذاك.

ويراهن الأردن على جذب المزيد من الاستثمارات الأمريكية لدعم اقتصاده، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المملكة بسبب الضغوط الاقتصادية، وأزمة اللاجئين، وارتفاع معدلات البطالة.

دعم أمريكي متواصل للأردن

تعد الولايات المتحدة أكبر داعم اقتصادي وعسكري للأردن، حيث تحصل المملكة سنويًا على مساعدات أمريكية تزيد عن 1.5 مليار دولار، تشمل دعمًا اقتصاديًا مباشرًا، ومساعدات عسكرية، وتمويلًا لبرامج تنموية.

وتحرص واشنطن على الحفاظ على استقرار الأردن، باعتباره حليفًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الأزمات التي تعصف بالمنطقة، من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلى الحرب في سوريا، والتوترات مع إيران.