لماذا اختار الآغا خان الرابع أن يُدفن في مصر؟ قصة زعيم إسماعيلي جمع بين الثروة والعمل الخيري - أرض المملكة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا اختار الآغا خان الرابع أن يُدفن في مصر؟ قصة زعيم إسماعيلي جمع بين الثروة والعمل الخيري - أرض المملكة, اليوم الأحد 9 فبراير 2025 02:13 صباحاً

تستعد مدينة أسوان، اليوم الأحد، لاستقبال جثمان الأمير كريم الحسيني، المعروف بالآغا خان الرابع، الإمام الـ49 للطائفة الإسماعيلية النزارية، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة البرتغالية لشبونة عن عمر ناهز 88 عامًا.

ومن المقرر أن تشهد أسوان مراسم دفن رسمية بحضور شخصيات بارزة من الطائفة الإسماعيلية، إلى جانب مسؤولين مصريين، حيث سينقل الجثمان إلى ضريح الآغا خان، حيث دُفن جده الآغا خان الثالث، والذي شيّد مقبرته على ربوة تطل على نهر النيل، ما يعكس العلاقة الروحية العميقة بين الطائفة الإسماعيلية ومصر.

لماذا اختار أن يُدفن في أسوان؟

يعود قرار الآغا خان الرابع بالدفن في أسوان إلى ارتباط تاريخي وروحي بين الطائفة الإسماعيلية ومصر، حيث لعبت القاهرة دورًا محوريًا في التاريخ الفاطمي الذي تنتمي إليه الطائفة.

كما كان جده، الآغا خان الثالث، قد اختار الاستقرار في أسوان خلال سنواته الأخيرة، نظرًا لجمالها الفريد وهدوئها، وأوصى ببناء ضريح فخم على الطراز الفاطمي ليكون مثواه الأخير بعد وفاته عام 1957. وخلال العقود الماضية، ظل الآغا خان الرابع يزور أسوان بانتظام، مما جعلها الخيار الطبيعي لدفنه بعد وفاته.
 

من هو الآغا خان الرابع؟ زعيم روحي وصاحب إمبراطورية خيرية

وُلد الأمير كريم الحسيني في 13 ديسمبر 1936 في جنيف، سويسرا، ونشأ في نيروبي، كينيا، قبل أن يلتحق بـجامعة هارفارد لدراسة التاريخ الإسلامي.

في عام 1957، تولى زعامة الطائفة الإسماعيلية وهو لا يزال طالبًا في العشرين من عمره، خلفًا لجده الآغا خان الثالث، ليصبح الإمام الروحي لأكثر من 15 مليون إسماعيلي حول العالم.

لم يكن مجرد زعيم ديني، بل كان أيضًا رجل أعمال بارعًا وصاحب رؤية اقتصادية، حيث أسس شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، التي تدير مشاريع في مجالات الصحة، التعليم، الإسكان، والتنمية الاقتصادية، خاصة في الدول النامية.

كما استثمر في القطاع السياحي والعقاري، وكان له دور بارز في تطوير منطقة كوستا سميرالدا الفاخرة في سردينيا، إيطاليا، التي أصبحت وجهة سياحية عالمية.

إرث اقتصادي وإنساني يمتد لعقود

طوال 67 عامًا من الزعامة، كرس الآغا خان حياته لتحسين أوضاع مجتمعاته، حيث استثمر ثروته المقدرة بـ13 مليار دولار في مشاريع إنسانية وتنموية.

وكان له دور بارز في إعادة توطين آلاف المسلمين الإسماعيليين الذين تعرضوا للاضطهاد، مثلما حدث خلال حكم عيدي أمين في أوغندا، حيث نجح في تأمين هجرتهم إلى كندا، حيث استقروا وشكلوا مجتمعًا قويًا هناك.

كما لعب دورًا دبلوماسيًا هامًا في إقناع حكومات عدة بقبول اللاجئين الإسماعيليين، وساهم في إعادة بناء مناطق تضررت من النزاعات والصراعات السياسية.

مراسم الجنازة غدًا: حضور رسمي ووداع مهيب

ستبدأ مراسم التشييع غدًا الأحد في أسوان، حيث ستتحرك الجنازة من مقبرة العقاد باتجاه ميدان الدكتور مجدي يعقوب، قبل أن يتم نقل الجثمان إلى ضريح الآغا خان، وسط حضور رسمي من محافظ أسوان اللواء إسماعيل كمال، وعدد من الشخصيات البارزة من الطائفة الإسماعيلية وممثلين عن الحكومة المصرية.

كما يُتوقع أن تُقام مراسم تأبين في مدن عدة حول العالم، بما في ذلك لندن، نيروبي، ودبي، حيث سينظم أتباع الطائفة فعاليات خاصة لتخليد ذكرى زعيمهم الراحل.

ما الذي سيحدث بعد وفاته؟ من سيخلف الآغا خان الرابع؟

مع وفاة الآغا خان الرابع، تتجه الأنظار إلى من سيكون خليفته في زعامة الطائفة الإسماعيلية، حيث تُشير التوقعات إلى أن نجله، علي محمد خان، قد يكون الإمام القادم، لكن لم يصدر أي إعلان رسمي حتى الآن.

ورغم رحيله، ستستمر مشاريع شبكة الآغا خان للتنمية، التي تعد من أكبر المنظمات التنموية غير الحكومية في العالم، في تقديم الدعم لملايين الأشخاص في مجالات الصحة، التعليم، البنية التحتية، وتمكين المرأة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق