تعهد نواف سلام، رئيس الحكومة اللبنانية الجديد، السبت، بقيادة لبنان نحو الإصلاح والإنقاذ بعد فترة طويلة من الأزمات السياسية والاقتصادية. وفي أول تصريحات له عقب تشكيل الحكومة.

أكد سلام أن مهمته ستتمحور حول إعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطنين، إلى جانب استعادة العلاقات مع المجتمع الدولي ودول الجوار العربي. 
كما أعلن سلام عن عزمه تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة ستساهم في جذب أموال إعادة الإعمار والاستثمارات لدعم لبنان في أعقاب الحرب المدمرة التي دارت بين إسرائيل وحزب الله.

حكومة "الإصلاح والإنقاذ"

في كلمة ألقاها بعد تشكيل الحكومة، شدد نواف سلام على أن الحكومة الجديدة ستكون حكومة "الإصلاح والإنقاذ"، موضحًا أن الإصلاح هو الطريق الوحيد لإنقاذ لبنان من أزماته المستمرة. 
وأضاف سلام أن الحكومة ستركز على تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، مع الالتزام بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك القرار رقم 1701 الذي أنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.
كما أشار سلام إلى أهمية إعادة بناء الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي بعد تدهور العلاقات بسبب الأزمات السياسية والعسكرية.

الإصلاحات الاقتصادية وأولويات الحكومة

تحدث نواف سلام عن الإصلاحات الاقتصادية التي ستنفذها حكومته، والتي تهدف إلى معالجة الأوضاع المالية المتدهورة وإعادة تحفيز الاقتصاد اللبناني. 
وأكد سلام أن الحكومة ستعمل على تسهيل وصول الأموال اللازمة لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات التي تساهم في تطوير البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. 
وأضاف سلام أن لبنان يحتاج إلى خطة شاملة لتلبية احتياجاته الأساسية وتعزيز دوره الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى ضرورة استكمال تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 واتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

تشكيلة الحكومة اللبنانية الجديدة

أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية، يوم السبت، عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام، تضم 24 وزيرًا من مختلف التوجهات السياسية في البلاد. 
وجاء تشكيل الحكومة بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من المفاوضات المكثفة مع الأحزاب السياسية، التي أدت إلى توافق على توزيع المناصب الوزارية بين مختلف الأطراف.

أهم المناصب في الحكومة الجديدة تشمل رئيس الحكومة نواف سلام، الذي سيتولى قيادة عملية الإصلاح، ونائب رئيس الحكومة طارق متري، إضافة إلى وزير الدفاع ميشال منسى، وزير الداخلية أحمد الحجار، ووزير الخارجية يوسف رجي. 
كما تم تعيين ياسين جابر وزيرًا للمالية، وغسان سلامة وزيرًا للثقافة، ولورا الخازن لحود وزيرة للسياحة. تشمل التشكيلة أيضًا تعيينات في وزارات أخرى مثل الصحة، الرياضة، العدل والتربية.

استعادة الثقة بين لبنان والعالم

أحد أبرز أولويات الحكومة الجديدة هو إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الجوار العربي والمجتمع الدولي.
وقال نواف سلام في كلمته: "سنعمل على تعزيز العلاقات مع شركائنا الدوليين، ونسعى لضمان أن لبنان سيكون ملتزمًا بكل قرارات الأمم المتحدة والمشاريع الاقتصادية الدولية".

وأضاف أن الحكومة ستسعى لإعادة تفعيل دور لبنان على الساحة الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن لبنان لا يمكن أن يحقق الاستقرار إلا من خلال التعاون مع المجتمع الدولي وحل النزاعات بشكل سلمي.
تواجه حكومة نواف سلام تحديات كبيرة في ظل الظروف الراهنة، إلا أن تعهده بالإصلاح والإنقاذ يعد خطوة مهمة نحو استعادة لبنان لعافيته.
وبالتزامن مع تشكيل الحكومة، يأمل اللبنانيون أن تساهم هذه التغييرات في خلق بيئة سياسية واقتصادية أكثر استقرارًا، وتحقيق السلام الدائم في البلاد.