نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عادل عزام يكتب.. «يا كولر ارفع إيدك.. شعب مصر هو سيدك» - أرض المملكة, اليوم الخميس 6 فبراير 2025 04:00 مساءً
«نكران الجميل من شيم اللئام»، لم أجد بداية للمدعو مارسيل كولر أفضل من الرجوع لأقوال من سبقونا فى وصف «اللئام»، المدرب المجهول -قبل أن يأتى للمحروسة- منحه الأهلى الشهرة، فطار عقله وصدّق نفسه أنه من العظماء، من كثرة زيادة رصيده فى البنك المحفظى والكروى، تناسى أن مصر الآن صاحبة فضل عليه وعلى أهله، يأكل ويشرب من خيرها، يلهف منها الدولارات، وبسببها أصبح له سعر فى سوق المدربين بعدما كان عاطلاً لم يجد له عملاً.
المدرب السويسرى ظل فى بلده عاطلاً لمدة 24 شهراً بعدما لفظه نادى بازل، وقبل أن يأتى به «أولاد الحلال» للقلعة الحمراء، شهرته قبل أن يرتبط اسمه بالأهلى والمحروسة لم تعبر حدود «بيرن وجنيف»، وحتى نكون منصفين أجزاء صغيرة جداً من النمسا وألمانيا، المدرب عمل مع فيل، وسانت جالين، وجراسهوبرز، وكولن الألمانى، وبوخوم الألمانى، ومنتخب النمسا، وبازل السويسرى، وكلها محطات لم تصنع منه أسطورة، ولم تمنحه يوماً فرصة تصدر أغلفة الصحف وكبرى المجلات كما يحدث معه حالياً.
كولر «يتنطط» على شعب ينحت فى الصخر، وبلد يتحدى طعنات الداخل والخارج، يهاجم ويلمح بالظروف الاقتصادية الصعبة فى دولة يعيش فيها ويتمرمغ فى عزها وهو «الجاهل» بأنه لا مكان للفقراء فى بلده، فى المحروسة كلنا سواسية، نتقاسم رغيف العيش، ونحمد الله على نعمة الستر، وفى بلده «الغنية» معدل الفقر ارتفع وطال 8.7% من السكان، فقير المحروسة يعيش بكرامته، وفقيرهم منبوذ بينهم وليس له وطن، الإحصائيات والدراسات الرسمية الموثقة التى تخرج من عندهم تقول إن مجتمعهم لا يزال ينظر إلى الأشخاص الذين يعيشون فى فقر على أنهم يتحملون مسئولية وضعهم، الناس هناك يكافحون للخروج من هذه الدائرة المفرغة، والأفراد الذين هم عرضة لهذه الظاهرة يشعرون بالخجل الشديد من طلب المساعدة، ما يزيد فى تهميشهم، والأشخاص الذين لديهم القليل من المال لا يكافحون فقط لدفع الفواتير، ولكنهم يعانون أيضاً من حياة اجتماعية وثقافية سيئة، هكذا تقول تقاريركم يا «عبقرينو»، وعليك أن تعود لوكالة أنباء بلدك الرسمية Keystone/SDA للتأكد من ذلك.
«عبقرينو»، خرجت فى تصريحات هزلية من منطقة الكرة والتدريب لمناطق أخرى، قد نكون فقراء من وجهة نظرك وبحساباتك البنكية، ولكننا بلد الأمن والأمان، تعيش فى مصر، تسكن فنادقها، وتسير فى شوارعها ليلاً دون مشكلات، فيما الجريمة فى بلدك تسجل معدلاً مرتفعاً فى عدد الجرائم بنسبة 14 فى المائة على أساس سنوى، الرقم إذا لم تكن تعرفه 523 ألف فعل إجرامى، الجرائم الرقمية 31.5 فى المائة، والجرائم ضد الممتلكات 17.6 فى المائة، هكذا حالكم الذى أفادت به المعطيات ونشرتها مكاتب الإحصاء.
يا «عبقرينو» زمانك، قلت وليتك ما قلت «ليس كل شىء منظماً هنا فى مصر كما هو الحال فى أوروبا»، وتتناسى أنك قادم لنا من موطن وصلت به السرقة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وجرائم القتل أعلى من المتوسط، وخطر الجريمة ضد الممتلكات العامة، بما فى ذلك السرقات، تمثل ما يقرب من 70 فى المائة من الجرائم المسجلة فى قانون العقوبات، الأرقام لا تكذب ولا تتجمل، جريمة السرقة عبر الاقتحام والتسلل السرى (+15.9 فى المائة) 41 ألفاً و429 جريمة، وسرقات المركبات 54 ألفاً و517 سرقة، المخدرات 54 ألف جريمة، وجرائم ضد قانون الأجانب والاندماج 43 ألف مخالفة، أى نظام هذا؟، هل تريد المزيد «ولّا تخليك فى الكرة التى تفهم من فنياتها القليل وتصمت»؟!اعتذرت واعتذارك غير مقبول، والغريب يا «عبقرينو» أنك تحدثت خارج المستطيل عن الفقر والصلاة والصوم، وكل المناطق التى طال بها لسانك، ولم تسأل نفسك: مَن أنا قبل 9 سبتمبر 2022 يوم قدومك للمحروسة والتوقيع للنادى الأهلى؟ مَن حوّلك من مدرب «نصف لبّة» لمدرب بطولات؟ مَن جعلك رقماً فى بورصة وسوق المدربين؟ أليس هو الأهلى المصرى؟ أليس هو جمهور القلعة الحمراء الجزء الأصيل الذى لا يتجزأ من شعب هذا البلد؟ تقول عنهم إنهم لا يجدون ما يشترون به «تى شيرت»، ولا تدرى عن أى جمهور أو شعب تتحدث، تعاير بالفقر، ولم يصلك معنى ومفهوم «اديله عمرى وبرضو قليل»، جمهور رفعك على الأعناق وصنع منك أسطورة لا تستحقها، هتفوا لك بأجمل الجمل والألحان، وفاتهم أن يقولوا لك: «يا كولر ارفع إيدك.. شعب مصر هو سيدك».
0 تعليق