نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فلسطين.. من رسالة المؤسس إلى رسالة المجدد! - أرض المملكة, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 11:31 مساءً
«فخامة الرئيس. لقد اطّلعنا على ما نُشِر عن موقف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الخاص بمناصرة اليهود في فلسطين ونظراً لثقتنا في محبّتكم للحقّ والعدل، وفي تمسُّك الشعب الأمريكي بالتقاليد الديموقراطية الأساسية المبنية على تأييد الحق والعدل ونصرة الشعوب المغلوبة، ونظراً للصِّلات الودّية القائمة بين مملكتنا وحكومة الولايات المتحدة نودّ أن نلفت نظركم، يا فخامة الرئيس، إلى قضية العرب في فلسطين وحقوقهم المشروعة فيها».
تعد الرسالة واحدة من أطول الرسائل السياسية، التي تلقاها الرئيس روزفلت، وأكثرها عمقاً. شرح فيها الملك عبدالعزيز قضية الشعب الفلسطيني، واستند فيها إلى المعلومات والتاريخ والحقوق، وكشف فيها عمق إدراكه لحساسية القضية وتشعبها.
لم تتوقف السعودية عند تلك الرسالة، بل استمرت عقوداً متتالية تؤيد وتدافع عن حقوق الفلسطينيين، ومكّنتهم من الدفاع عن قضيتهم بشكل مباشر أمام العالم، ولا أدل على ذلك من تخليها عن مقعدها في الأمم المتحدة لصالح ممثل فلسطين أحمد الشقيري، في وقت كان فيه العالم ينظر لممثلي الفلسطينيين كإرهابيين، ولكنّ السعوديين واجهوا تلك المواقف، وقاموا بمنحه جنسيتهم ليتمكن من الحديث للعالم مباشرة عن قضيته وفي أهم منصة دولية «الأمم المتحدة».
وخشية فناء القضية الفلسطينية سارعت السعودية بابتعاث الأمير بندر بن سلطان المبعوث السعودي إلى لبنان رفقة فيليب حبيب الأمريكي العام 1982؛ لإنقاذ منظمة التحرير الفلسطينية من نهاية محتومة، إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وانحياز المنظمة إلى بيروت بعد أسابيع من حرب طاحنة، تضمن الإنقاذ السعودي خروج قيادة المنظمة وكوادرها من بيروت -سالمين- إلى تونس؛ لتمارس من هناك العمل السياسي.
ذلك الخروج السياسي توّجته السعودية، فيما بعد، بإقناع الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس رونالد ريغان 1988م، بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وعندما أبلغ الملك فهد من خلال مبعوثه الأمير بندر بن سلطان الرئيس عرفات بالموقف الأمريكي، قام عرفات إثرها «محتفلاً وراقصاً» معلناً أن ذلك الاعتراف هو بداية الطريق لحل قضية شعبه.
لقد كان الاعتراف منعطفاً كبيراً في صالح القضية التي انتقلت من مربع الإرهاب -كما كانت تصنفها أمريكا والغرب- إلى مربع العمل السياسي للحصول على الحقوق، وهو ما نفذته المنظمة في اتفاق أوسلو التاريخي 1993م.
وكان نص بيان الرئيس رونالد ريغان بشأن فتح الحوار بين الولايات المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية، المؤرخ، 14 كانون الأول/ ديسمبر 1988م، كالتالي:
«أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم، بياناً قبلت فيه قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 242 والرقم 338، واعترفت فيه بحق إسرائيل في الوجود وأعلنت نبذ الإرهاب.
وكانت هذه، لمدة طويلة، شروطنا لإجراء حوار موضوعي. وقد استجابت المنظمة لها. ولذلك فوّضتُ وزارة الخارجية في الدخول في حوار موضوعي مع ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية.
إن على منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون عند كلمتها، ويجب عليها، خاصة، أن تظهر أن نبذها للإرهاب سوف يكون شاملاً ودائماً.
إن بدء الحوار بين الولايات المتحدة وممثلي «منظمة التحرير الفلسطينية» خطوة هامة في عملية السلام، وخصوصاً أنها تمثّل التطور الجاد في التفكير الفلسطيني باتجاه مواقف واقعية وعملية، فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية. ولكن هدف الولايات المتحدة سيظل، كما كان دائماً، هو التوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط.
وعلى ذلك، فإننا ننظر إلى هذا التطور باعتباره خطوة أُخرى تجاه بدء مفاوضات مباشرة بين الأطراف، التي وحدها يمكن أن تؤدي إلى مثل هذا السلام.
إن التعهد الأمريكي الخاص بأمن إسرائيل ورفاهيتنا، لا يزال ثابتاً. وفي الحقيقة، إن أحد الأسباب الرئيسية لدخولنا في هذا الحوار هو مساعدة إسرائيل على التوصل إلى الاعتراف والأمن اللذين تستحقهما».
اليوم تعيد المملكة العربية السعودية، من خلال البيان الصادر من وزارة خارجيتها، التأكيد على ثوابت رسائل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي أطلقها مراراً، وحملت مشروعاً حقيقياً لإقامة دولة فلسطينية، وأكد عليها في خطابيه أمام مجلس الشورى وخلال رئاسته القمة العربية الإسلامية المُشتركة بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال. إنها الرسائل نفسها والنهج نفسه من المؤسس، مروراً بمواقف أبنائه الملوك من بعده، إلى الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، الذين أكدوا وبشكل دائم دعمهم المستمر للفلسطينيين.
0 تعليق