بمشاعر تلك الأمسية المرعبة التي أثارت قلق الكرة الإيطالية بأكملها في الأول من ديسمبر الماضي بعد الأزمة القلبية التي ألمت بإدواردو بوفي، لاعب فريقه الأول لكرة القدم، يستكمل فيورنتينا، الخميس، مباراته مع ضيفه إنتر ضمن الجولة الرابعة عشرة من الدوري، قبل الانتقال إلى ميلانو لمواجهة حامل اللقب في اختباره التالي، الإثنين المقبل.
توقفت تلك المباراة في الدقيقة 16 والنتيجة متعادلة سلبًا، بعد سقوط بوفي «22 عامًا» على الأرض مغمى عليه بسبب أزمة قلبية.
وبعد تدخل خدمات الطوارئ، نُقل إلى وحدة العناية المركزة وتوقفت المباراة.
استيقظ بوفي في اليوم التالي لدخوله المستشفى، وظل راقدًا فيه لمدة 13 يومًا، إذ تم تثبيت جهاز تنظيم ضربات القلب، وهو جهاز يعد في إيطاليا مانعًا للعب كرة القدم الاحترافية.
وقد يجد بوفي نفسه في نهاية المطاف بوضع مشابه للاعب الدولي الدنماركي كريستيان إريكسن، ضحية سكتة قلبية خلال المباراة الأولى لمنتخب بلاده في كأس أوروبا 2021.
بعد تثبيت جهاز تنظيم ضربات القلب، تمكن إريكسن من استئناف مسيرته بعد ثمانية أشهر، ولكن ليس مع إنتر الذي كان يدافع عن ألوانه خلال إصابته بأزمة قلبية، إذ تنص القوانين في إيطاليا على عدم السماح للاعبين الذين يتم تركيب لهم هذا الجهاز باللعب.
وبخلاف القوانين الإيطالية، تسمح بطولات أخرى بممارسة كرة القدم على الرغم من جهاز تنظيم ضربات القلب، كما هي الحال في إنجلترا، حيث انضم إريكسن بعد إنهاء خدماته مع إنتر بداية إلى برنتفورد من يناير حتّى يونيو 2022، قبل أن ينتقل إلى مانشستر يونايتد.
سيكون بوفي الخميس على مقاعد البدلاء حين سيحاول إنتر العودة منتصرًا من فلورنسا من أجل اللحاق بنابولي إلى الصدارة.
الاستجابة السريعة للطاقم الطبي أنقذت حياة بوفي في تلك الأمسية على ملعب أرتيميو فرانكي، لكن مستقبله في كرة القدم لا يزال غير مؤكد، حيث ينتظر نتائج مجموعة من الاختبارات من أجل معرفة إذا كان من الآمن إزالة جهاز تنظيم ضربات القلب.
وإذا أظهرت نتائج الاختبارات أنه يجب بقاؤه بشكل دائم، فمن المؤكد أن مسيرته الكروية في إيطاليا قد وصلت إلى نهايتها استنادًا إلى القانون الصدار منذ عام 1982، الذي يفرض على أي شخص يمارس رياضة تنافسية أو غير تنافسية من أي مستوى، أن تكون لديه شهادة تعد أن هذا الفرد يتمتع بصحة جيدة بما يكفي للمشاركة.
بالنسبة للرياضيين المحترفين، يتم تحديد معايير الشهادات من قبل الهيئة الحاكمة لكل رياضة، وتتجاوز سقف ما هو مطلوب بموجب القانون.
يجب على لاعبي كرة القدم الخضوع لمجموعة من فحوص القلب، بينها الموجات فوق الصوتية، واختبار الجري لمدة ثلاث دقائق والمترافق مع تخطيط القلب واختبارات الدم.
وقال مصدر يعمل في الطاقم الطبي لأحد أندية دوري الدرجة الأولى الإيطالي لوكالة «فرانس برس» إن هناك «فرصة ضئيلة أو معدومة» للسماح للاعب كرة قدم يعاني من حالة قلبية تتطلب تركيب جهاز تنظيم القلب باللعب في إيطاليا، وذلك لأن الرياضة التي تتطلب الاحتكاك تعد خطيرة على الرياضي المعني، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى عطل في الجهاز.
وأضاف المصدر أن الاختبارات الإلزامية للرياضيين المحترفين وشبه المحترفين لا يمكنها الكشف عن كل مشكلة في القلب لأن الاختبارات الأكثر تعقيدًا ودقة تزيد التكاليف المالية، ولا سيما على أندية الدرجات الدنيا، حيث تكون الموارد المالية أقل بكثير من الدرجة الأولى.
وحصل بوفي على إذن خاص من الاتحاد الإيطالي لمشاهدة المباريات من مقاعد البدلاء، حيث سيوجد الخميس لمتابعة الدقائق الـ74 المتبقية من مباراة المرحلة الرابعة التي تمنح فريقه فرصة اللحاق بلاتسيو إلى المركز الرابع في حال الفوز بها، وذلك قبل الانتقال إلى ميلانو لتجديد الموعد مع إنتر، الإثنين، في المرحلة الرابعة والعشرين.
ويُمنع على بوفي المشاركة في التمارين الجماعية، لكنه جزء من الفريق ويتناول الطعام مع زملائه وفي بعض الأحيان يتولى مهمة التحكيم في مباريات التدريب، وفق ما قال مصدر في فيورنتينا لـ«فرانس برس».
ويزداد وضع بوفي تعقيدًا لأنه معار من نادي بداياته روما حتى نهاية يونيو، مع خيار أن يوقع معه فيورنتينا بشكال نهائي، لكنه لن يفعل ذلك بالتأكيد قبل معرفة ما إذا كان سيضطر إلى تجربة حظه خارج إيطاليا والسير على خطى إريكسن الذي وجد سريعًا بديلًا لمشواره في «سيري أ».
لكن إريكسون نجم كبير وأكثر لاعب خوضًا للمباريات بألوان الدنمارك، في حين أن بوفي لم يصل بعد إلى مباراته المئة في الدوري الإيطالي، ولم يحصل على أي فرصة للعب مع المنتخب الأول، ما يجعل خياراته محدودة جدًا في حال اضطر إلى الإبقاء على جهاز انتظام ضربات القلب.