مازالت أصداء القبلة التي أشعلت قبل نحو عامين، السجال في عالم كرة القدم بين رئيس الاتحاد الإسباني ولاعبة المنتخب، مستمرة بعد بدء المحاكمة التي قد يواجه فيها لويس روبياليس عقوبة بالسجن.

ففي أول شهادة لها خلال المحاكمة أمس الإثنين، أكدت لاعبة كرة القدم جيني هيرموسو أن روبياليس كان "غير محترما" عندما قبلها بعد فوز إسبانيا بكأس العالم 2023 .

كما اعتبرت أنه "لطخ أحد أسعد أيام حياتها"، حسبما قالت أمام محكمة في مدريد أمس.

كذلك أضافت هيرموسو أثناء الإدلاء بشهادتها خلال الجلسة الافتتاحية للمحاكمة: "لم أسعَ أبدا إلى هذا الفعل، ناهيك عن توقعه".

"صدمة كاملة"

وفي ردها على أسئلة المدعي العام ومحامي الدفاع، وصفت هيرموسو القبلة التي تلقتها من روبياليس بعد الفوز 1-0 على إنجلترا بأنها صدمة كاملة، ، وفق ما نقلت صحيفة "تليغراف"

وتابعت قائلة "كنت أعلم أن رئيسي هو الذي كان يقبلني وهذا شيء لا ينبغي أن يحدث في أي مجال من مجالات الحياة".

فيما سأل المدعي العام لاعبة الوسط البالغة من العمر 34 عاماً عما إذا كان روبياليس قد سألها عما إذا كانت قد وافقت على القبلة، وهو ما قاله علنا ومن المتوقع أن يجادل فيه أثناء المحاكمة. إذ ادعى روبياليس حينها أنه قال لها "قبلة؟" في إشارة إلى قبلة صغيرة وهو يعانق هيرموسو.

لتجيب اللاعبة الإسبانية قائلة "في تلك اللحظة لم أسمع أو أفهم أي شيء. وكان الشيء التالي عندما وضع يديه على أذني وقام بتقبيلي على فمي".

وعندما سُئلت عما إذا كانت ستوافق لو طلب منها روبياليس تقبيلها على الفم، قالت ببساطة "لا".

ضغوط على اللاعبة

إلى ذلك أوضحت لاعبة كرة القدم أنها أخبرت عائلتها وأصدقاءها بأنها لم توافق على القبلة أو تستمتع بها، وأخبرت شقيقها أثناء الاحتفالات على أرض الملعب أنها كانت "مقززة" وردت على مفاجأة زملائها في الفريق بتوضيح أنها لم تُمنح أي خيار في هذا الأمر.

كما كشفت أن لحظة تلك القبلة "لم تغادر رأسها للحظة واحدة"، وأنه لا يوجد تناقض بين رغبتها في عدم إفساد لحظة احتفالها بالضيق مما حدث.

كذلك وصفت كيف تحدث روبياليس معها خارج غرفة الملابس بعد الاحتفالات على جانب الملعب وحاول إقناعها بالانضمام إليه في إصدار رد مشترك على التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن القبلة.

في حين رفضت هيرموسو الأمر، لكنها قالت إن مسؤولي الاتحاد الإسباني لكرة القدم استمروا في الضغط عليها للتوقيع على بيان عام يفيد بأن القبلة كانت بالتراضي وأنها لم تشعر بالإهانة بأي شكل من الأشكال. وأضافت أن حافلة الفريق في طريقها إلى مطار سيدني توقفت وطلب منها الخروج لمناقشة بيان مع مسؤولي وسائل الإعلام في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، الذين قالت إنها رفضت التعاون معهم.

يشار إلى أنه خلال عطلة اللاعبين في إيبيزا التي دفعها الاتحاد الإسباني لكرة القدم في الأسبوع الذي تلا كأس العالم، كشفت هيرموسو أن الضغط استمر مع اثنين من مسؤولي الاتحاد، بما في ذلك لوكي، في محاولة لإقناعها بتبرئة سلوك روبياليس علنًا.

كما أضافت أنه تم الإيحاء لها بأن افتقارها إلى التعاون سيكون له عواقب سلبية على مستقبلها مع المنتخب الوطني.

عقوبة بالسجن

هذا ويواجه روبياليس، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم السابق، عقوبة محتملة بالسجن لمدة عامين ونصف بعد محاكمته بتهمة الاعتداء الجنسي بسبب القبلة العلنية التي قدمها للاعبة المنتخب الوطني للسيدات هيرموسو خلال الاحتفالات في سيدني.

كما وجهت إلى ثلاثة رجال آخرين، من بينهم مدرب الفريق الفائز خورخي فيلدا والمسؤول السابق في الاتحاد الإسباني لكرة القدم ألبرت لوك، تهمة الإكراه، وطالب المدعي العام بعقوبة 18 شهرًا لكل منهم إذا ثبتت إدانتهم.

وأثارت القبلة والضغوط المزعومة من روبياليس وبعض زملائه في اتحاد كرة القدم الإسباني على هيرموسو للتقليل من أهمية الحادث حملة نسوية "أنا أيضاً" في إسبانيا.

فيما من المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى منتصف فبراير/شباط، ومن المقرر أن يدلي روبياليس والمتهمون الآخرون بشهاداتهم الأسبوع المقبل.

وفي قضية منفصلة، يخضع روبياليس للتحقيق من قبل السلطات الإسبانية بشأن مزاعم الفساد خلال رئاسته للاتحاد الإسباني لكرة القدم لمدة خمس سنوات، بما في ذلك التلاعب المزعوم بالعقود وغسيل الأموال.