استقبل قطاع غزة، منذ بدء العدوان الغاشم فى أكتوبر 2023، عشر قوافل إغاثية من قبَل «بيت الزكاة والصدقات» بتوجيهات الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وذلك ضمن حملة «أغيثوا غزة»، التى وجَّه بها الإمام الطيب، انطلاقاً من الواجب الدينى والشرعى والالتزام الإنسانى والأخلاقى تجاه أهلنا فى غزة، ونصرة لهم فى ظل ما يتعرضون له من مأساة إنسانية.

غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة لإعداد 10 قوافل تضم 1050 شاحنة بإجمالى 16500 طن

ووصل عدد الشاحنات التى دخلت قطاع غزة ١٠٥٠ شاحنة، بإجمالى ١٦٥٠٠ طن مساعدات إغاثية. وشكَّل «بيت الزكاة» غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة لإعداد القوافل الإغاثية والاستعداد لإعمار غزة.

وعبرت القافلة العاشرة لـ«بيت الزكاة» ميناء رفح البرى، أمس الأول، وتُعد القافلة الأكبر إلى إخواننا فى غزة، شارك فى تجهيزها وفود من 85 دولة حول العالم، ثقة فى الأزهر الشريف وتقديراً لمواقفه المشرفة فى دعم ونصرة الشعب الفلسطينى، وتضم أطناناً من المساعدات الغذائية والطبية والدواء، وكذلك كميات ضخمة من المواد الغذائية الجافة، والمعلبات، والمياه المعدنية، والعصائر، فضلاً عن الملابس والبطاطين والسجاد والأغطية، والمنظفات والمطهرات، وألبان الأطفال، وحفاضات من مختلف المقاسات للأطفال وكبار السن، وأدوات العناية الشخصية التى تهدف إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للأشقاء الفلسطينيين الذين تأثروا بشدة بالعدوان الأخير.

متطوعون من 85 دولة يشاركون فى تجهيز القافلة العاشرة التى تضم الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية

وفى تصريحات صحفية سابقة، شدد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على ضرورة حشد الجهود الدولية لحل القضية الفلسطينية، وتسيير دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع وتوفير كل أوجه الدعم اللازم، كما أكد الأزهر الشريف، فى بيان له، أن غزة أرض فلسطينية عربية، وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، وأنَّ المحتل الغاصب ومَن خلفه يحاولون سلبَ الأرض بالقتل والتخريب وسفك الدماء البريئة، كما اعتادوا تزييفَ التاريخ ومحوَ الحقائق فى ظل تواطؤ عالمى غير مسبوق، ورغبة صهيونية فى السطو على حقوق الغير بمساندة من دول لطالما تغنَّت بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

مستشار شيخ الأزهر: هناك مشاركة كثيفة من دول عربية وإسلامية فى القوافل لمساعدة الأشقاء

بدورها، قالت د. سحر نصر، مستشار شيخ الأزهر لشئون بيت الزكاة، والمدير التنفيذى لبيت الزكاة والصدقات: «نعمل على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لأشقائنا فى قطاع غزة، كما أن المبادرة الإنسانية (أغيثوا غزة) شهدت دعماً متزايداً من دول مختلفة، وشيخ الأزهر أعلن عن مبادرة عالمية اشتركت معنا فيها دول عربية وإسلامية»، وأوضحت أن هناك مشاركة كثيفة من دول عربية وإسلامية فى قوافل بيت الزكاة والصدقات المتجهة إلى غزة، والشكر لكل المؤسسات الدولية على الخطوات الحثيثة لدعم الأشقاء، وحريصون على تلبية احتياجات الأشقاء لا مجرد تقديم مساعدات فقط، والدعم مستمر. وكشفت «سحر» أن معبر رفح يُعتبر المنفذ الرئيسى والأسرع والأفضل لتوصيل المساعدات، مما عزز ثقة المؤسسات الدولية فى النظام المصرى لتنسيق العمليات الإنسانية، وتركيز القوافل قائم على الاحتياجات ذات الأولوية مثل الأغذية والأدوية، مشيرة إلى أن المصريين فى الخارج ساهموا بشكل ملحوظ فى المبادرة، بجانب عدد كبير من الأجانب، بعضهم من أوروبا ومن غير المسلمين، الذين انضموا انطلاقاً من الجانب الإنسانى.

من جانبه، أعرب الشيخ عبدالعليم قشطة، المتحدث الرسمى لـ«بيت الزكاة والصدقات»، عن تقدير البيت لجهود وفود الدول المشاركة فى تجهيز القافلة العاشرة، وامتنانه لثقتهم ودعمهم لجهود البيت من أجل استمرار تقديم خدماته لإخواننا فى غزة، كما أكد تقديره لجهود الدولة المصرية والمؤسسات المعنية وحرصهم على تيسير وصول المساعدات، والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى، لافتاً إلى أن إجمالى القوافل الإغاثية التى سيّرها البيت إلى قطاع غزة قُدِّرت بـ1050 شاحنة، بإجمالى 16500 طن مساعدات إغاثية، ولا يزال الدعم مستمراً حتى إعادة الإعمار، داعياً الله أن يعين «بيت الزكاة» على مواصلة جهوده لخدمة الأسر الأكثر احتياجاً فى مصر وفلسطين، وفى كل مكان، وأن يبارك فى كل الأيادى التى امتدت لدعم هذا العمل الإنسانى الجليل، راجياً أن يحل الخير والبركة على الجميع فى عام جديد ملىء بالسلام.