شهدت أسواق الأسهم العالمية تراجعات حادة في أوروبا وآسيا يوم الاثنين، إثر الإعلان المفاجئ عن فرض الرسوم الجمركية الضخمة على الواردات من كندا والمكسيك والصين من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 
هذه الرسوم أثارت موجة من البيع الحاد في الأسواق، حيث توقع المتداولون أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقلبات شديدة في الأصول المالية.

خسائر حادة تجتاح الأسواق الأوروبية

افتتحت الأسواق الأوروبية تعاملات يوم الاثنين بتراجع ملحوظ، حيث انخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 1.3%، متأثرًا بالرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات من كندا والمكسيك والصين. 
كما تراجعت أسواق الأسهم في مختلف القطاعات، حيث سجلت أسهم السيارات انخفاضًا حادًا بنسبة أكثر من 4%، تلتها أسواق التكنولوجيا والصناعة والتعدين.
وفي ألمانيا، انخفض مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 1.7%. تجدر الإشارة إلى أن هذه الرسوم الجمركية، التي تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، تغطي تعاملات تجارية تقدر بنحو 1.6 تريليون دولار بين الولايات المتحدة والدول الثلاث.

أسواق الأسهم الآسيوية تحت الضغط

في آسيا، تعرضت أسواق الأسهم للضغط أيضًا. تصدرت أسهم شركات صناعة السيارات مثل "تويوتا" و"هوندا" و"كيا" و"هيونداي" تراجعات الأسواق، حيث تمتلك هذه الشركات مصانع في كندا والمكسيك، مما يعني أن صادراتها ستكون تحت تأثير الرسوم الجديدة. سجل مؤشر "نيكي" الياباني تراجعًا بنسبة 2.42%، فيما شهدت أسواق الأسهم الأسترالية أكبر انخفاض لها منذ خمسة أشهر، حيث تراجع مؤشرها بنسبة 1.8%. 
كما انخفضت مؤشرات أسواق الأسهم في كوريا الجنوبية وهونغ كونغ.

الدولار الأمريكي المستفيد الوحيد

على الرغم من التراجعات الحادة التي شهدتها أسواق الأسهم والعملات المشفرة، كان الدولار الأمريكي هو المستفيد الوحيد من هذه التطورات. ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع، في حين تراجع الدولار الكندي إلى أدنى مستوى له في 22 عامًا أمام الدولار الأمريكي. 
ويرجع هذا الارتفاع إلى التوقعات بأن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة، ما يعزز فرص استمرار رفع أسعار الفائدة الأميركية، بينما ستتأثر الاقتصادات الأجنبية بشكل أكبر من الاقتصاد الأمريكي.

مستقبل غير واضح

بينما يعكف المتداولون على تقييم آثار هذه الرسوم الجمركية على الأسواق المالية العالمية، تبقى الصورة غير واضحة بشأن التطورات المستقبلية. 
ويترقب المستثمرون المزيد من التقلبات في الأصول المالية، وسط تكهنات بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى المزيد من الاحتكاك التجاري بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم، مما سيؤثر على استقرار الأسواق العالمية في الفترة المقبلة.