هزاع الحبسي: تضاريس رأس الخيمة شكلت شخصيتي - أرض المملكة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وسط قمم الجبال الشاهقة وأوديتها الوعرة في رأس الخيمة، رسم المواطن هزاع سعيد الحبسي، مساراً فريداً يجمع بين عشقه للطبيعة وشغفه بالمغامرة، فمن شاب نشأ في أحضان التضاريس الجبلية إلى مرشد جبلي يقود مئات المغامرين من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف كنوز الإمارات الطبيعية.

استطاع المغامر والمرشد الجبلي هزاع الحبسي، تحويل أحلامه إلى واقع، فجعل من جبال رأس الخيمة منصة عالمية تجذب المغامرين من كل الجنسيات بعدما قدمها لهم مستعرضاً التراث الإماراتي الأصيل.

ويصف الحبسي علاقته بالمكان قائلاً: «ارتبطت بالجبال منذ طفولتي، وكنت أقضي وقتاً طويلاً متنقلاً بين صخورها، ومفتوناً بجمال الطبيعة فيها، حتى إنني أشعر بأن تضاريس إمارة رأس الخيمة شكلت جزءاً كبيراً من شخصيتي».

وأضاف أن أهله وأجداده جعلوا من الجبال بيوتاً يسكنونها، وتعايشوا مع صلابتها حتى ألفوها وألفتهم، ما جعله ينشأ على حب المناطق الجبلية واستكشاف أسرارها، وألهمه لاحقاً تقديم مبادرة تسهم في تعريف العالم بكنوز الإمارات الطبيعية، وتراثها العريق.

وشرح الحبسي أن الرحلات الجبلية بدأت بفريق صغير مكون من 20 شخصاً، ثم تطورت ليصل العدد إلى أكثر من 1000 مغامر من مختلف الجنسيات، بينهم سياح ومغامرون عالميون، وذلك بعد توثيقه جمال المناطق الجبلية المجهولة التي تزخر بها إمارة رأس الخيمة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ونالت مبادرة هزاع سعيد الحبسي دعماً كبيراً من شخصيات وطنية كبيرة، أشادوا بجهوده المتميزة في تنظيم الرحلات.

وتابع الحبسي: «جميع رحلاتنا مجانية، فنحن نركز على تعريف المغامرين والسياح بتراثنا الأصيل، وبالمسارات الجبلية القديمة التي كانت تستخدم كطرق ربط، وهدفنا ليس تجارياً، بل هو وطني بحت، إذ نسعى من خلال الرحلات إلى تعزيز الوعي بقيمة تراثنا الطبيعي، وتوثيق الصلة بين الإنسان والجبال، خصوصاً أنها شكلت جزءاً من تاريخنا وثقافتنا، فنحن نقدم تجربة حقيقية للمغامرين لاستكشاف جمال الطبيعة، والاطلاع على عمق الهوية الإماراتية التي تميز كل زاوية من زوايا الرحلات».

ويضيف الحبسي أنه خلال موسم الشتاء ينظم 10 رحلات استكشافية، تبدأ بجولة في الأودية والكهوف المخبأة بين الجبال، حيث يتعرف المشاركون إلى النقوش القديمة في وادي نقب، مشيراً إلى أن الرحلات لا تقتصر على جمال الطبيعة، بل تمتد لتشمل استكشاف النباتات المحلية والشجيرات التي تزين الأرض وتعكس روح المنطقة، كما يمر المغامرون أيضاً عبر المناطق السكنية المحلية، حيث يلتقون بالمواطنين الذين يرحبون بهم بالأكلات الشعبية التي تحاكي الذكريات، مثل خبز التنور، ويقدمون لهم عروضاً فنية تقليدية مثل الرواح والندبة، تلك الفنون الأصيلة التي تشتهر بها قبائل الشحوح والحبوس، لتجسد رحلة ثقافية وذاكرة حية للتاريخ الإماراتي في أبهى تجلياته.

وإلى جانب استكشاف الطبيعة، يضيف هزاع بعداً رياضياً لرحلاته، حيث يحرص على دعوة أبطال إماراتيين من مختلف الرياضات لاستعراض مهاراتهم أمام المشاركين، بما يعزز من روح الفخر الوطني ويعكس القدرات الرياضية الإماراتية.

كما أنه يشارك بنفسه في العديد من الرياضات الجبلية، مثل الطيران الشراعي، ويخوض تحديات جبلية برفقة مغامرين عالميين.

وعن الإجراءات التي يحرص عليها لضمان سلامة المشاركين، ذكر أنه يقدم نصائح دقيقة لهم تشمل تجهيزات الرحلة واختيار الأدوات المناسبة، مع توفير فرق إسعاف ميدانية لمواجهة أي طارئ، كما تصمم المسارات لتناسب مختلف المستويات، بدءاً من المبتدئين حتى المحترفين.

ويلخص الحبسي رسالته من خلال مبادرته التي تجمع بين التراث والمغامرة، قائلاً إن «الإمارات تزخر بكنوز طبيعية تنتظر من يكتشفها»، معرباً عن أمله في جعل الإمارات وجهة مميزة على خارطة السياحة العالمية، مؤكداً أن الجبال ليست مجرد مرتفعات شاهقة، بل هي صفحات من الجمال تنتظر من يقرؤها.

. الرحلات الجبلية بدأت بفريق صغير مكون من 20 شخصاً، ثم تطورت ليصل العدد إلى أكثر من 1000 مغامر.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق