كتب المحرر السياسي - ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب قررت قبل ايام سحب السفيرة الامريكية في عمان يائل لمبرت
قبل ستة اشهر من انتهاء مهمتها في العاصمة الاردنية عمان ، وهو القرار الذي يعيدنا بالذاكرة الى فترة الرئيس ترامب الاولى التي شغر فيها الموقع لاشهر طويلة !!
اللافت ان هذا القرار تبعه قرار اخر لوزير الخارجية الامريكي الجديد ماركو روبيو امر فيه بوقف كل المساعدات الخارجية الأميركية تقريبا، مستثنيا تمويل إسرائيل ومصر، وفق مذكّرة داخلية. بمعنى ان الاردن تم تجميد ما يتلقاه من "مساعدات" سنوية وهي بالمناسبة ليست مساعدات بقدر ما هي بدلات تدفع مقابل ما يقدمه الاردن من مساندة للولايات المتحدة الامريكية .
كما علمت الاردن ٢٤ ان الخارجية الامريكية اوقفت جميع مشاريعها وبرامجها الممولة في الاردن ، وجمدت كل اتفاقياتها مع مؤسسات المجتمع المدني المحلية دون سابق انذار ...
وكالة الانباء الفرنسية نقلت عن وزير الخارجية الامريكي في المذكرة الداخلية التي وزعت قوله : "لا يجوز الالتزام بأي تمويل جديد لأي جهة أو تمديد أي تمويل حالي وذلك إلى أن تتم مراجعة كل تمويل جديد أو تمديد والموافقة عليه بما يتماشى مع أجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، ويأتي ذلك بعد 4 أيام من تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه لولاية ثانية.
الواضح ان اجندة ترامب قد اسقطت الاردن من حساباتها تماما ، هو حصار اقتصادي يريد ترامب ان يفرضه على الاردن لدفعه للتماهي مع مشروعه السياسي في المنطقة ، ذلك المشروع الذي فرمله الاردن الرسمي ابان فترة الرئيس ترامب الاولى في البيت الابيض .
الرئيس ترامب يرغب في ايصال رسالة شديدة اللهجة للاردن ،متناسيا او للدقة متجاهلا ان الاردن واحد من اهم حلفاء امريكا في المنطقة ، الاردن الدولة التي تتواجد على اراضيها قرابة ال ١٤ قاعدة عسكرية امريكية ،هذه القواعد التي لو دفعت الولايات المتحدة بدلات ايجار لتجاوزت قيمتها ما يدفع سنويا لنا على شكل مساعدات يتبعها الكثير من المنّة ..
اذا ، ادارة ترامب تريد فرض املاءات سياسية على الاردن ، تريد لي ذراع بلادنا عن طريق تجميد المساعدات ، وهو ما يستوجب موقفا رسميا واضحا وحاسما وقاطعا ، موقف امريكي يتطلب مراجعات سياسية واقتصادية ، تفكير جدي بسبل الاعتماد على الذات وتجاوز الضرر الذي قد يتسبب به انقطاع المساعدات الامريكية ، وذلك دون ان يترتب على ذلك كلف سياسية لا قبل لنا بها ..
الاردن قادر على التصدي لاجندة ترامب اذا توفرت الارادة السياسية ، اليوم نتحدث عن ازمة سياسية مع الادارة الامريكية الجديدة تلوح بالافق ، واظننا مجبرون على التعاطي مع هذه الازمة بكثير من الحكمة والرشد ، لدينا الكثير من الخيارات والاوراق والافاق التي يمكن ان توفر بدائل لهذا الارتهان للفتات الذي يصلنا من الولايات المتحدة ..
0 تعليق