نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تدفق المساعدات المصرية على غزة.. الحقائق تكشفها المواقف التاريخية - أرض المملكة, اليوم الجمعة 24 يناير 2025 05:22 مساءً
لم يغب عن الخواطر لحظة، عندما وقف ممثل الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الدولية تاليا عبارات بأن مصر تعرقل دخول المساعدات لإنقاذ غزة وقت الحرب، محاولا صرف نظر العالم عن الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين. فقد كان مشهد صارخا في التضليل التاريخي، رغم أن مصر لا تنتظر من أي طرف إثبات الحقائق.
ورغم اليقين، حتى من الأطراف الدولية، بأن مشاهد منع تدفق المساعدات الإنسانية على غزة لإنقاذ شعبها ما هي إلا لعبة إسرائيلية أخرى لتكملة أجندة التجويع والتهجير وقت استمرار القصف بأبشع صور جرائم الحرب، فإن تل أبيب لم تجد ما تستر به أمام العالم من جرائمها إلا طريقة صياغة الأكاذيب.
ذلك اليقين الذي تأكد منه العالم من مشاهد الطيران المصري بالتعاون مع الأطراف العربية لإسقاط مساعدات الإنقاذ جوا بعد الحصار الإسرائيلي للمعابر بريا، وقبله بالطبع الجهود المصرية المضنية والضغط المستمر في كل طريق، والتي انتهت بوقف الحرب، رجوعا إلى الورقة المصرية التي طالما أكدت على حق الشعب الفلسطيني تاريخيا.
على النقيض من النهج الإسرائيلي، أثبتت مصر أن إدخال المساعدات إلى غزة ممكن وسريع إذا ما توفرت النية الحقيقية لذلك. من خلال التعاون مع الهلال الأحمر المصري والهيئات الإغاثية الدولية، نظمت مصر عمليات نقل شاملة للإمدادات، أظهرت للعالم أن العقبة الحقيقية أمام الإغاثة ليست الإجراءات اللوجستية، بل السياسات الإسرائيلية المتعمدة.
المشهد الأكثر تأكيدا على نسف رواية الأكاذيب الإسرائيلية، ما يحدث الآن لحظيا من تدفق المساعدات عبر معبر رفح المصري إلى الفلسطينيين العائدين إلى غزة بعد الشتات والتهجير وقت الحرب، وبعد دخول هدنة غزة حيز التنفيذ وتكبيل يد تل أبيب عن منع المساعدات أو إغلاق المعابر طبقا لما تضمنته الاتفاقات التي أقرتها جميع الأطراف.
على أرض الواقع ومن أمام معبر رفح المصري المشاهد مستمرة في إثبات أن القاهرة تفي بوعودها للشعب الفلسطيني وتترقب في كل لحظة أي فرصة للإنقاذ، فإجمالي عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة منذ بدء تنفيذ اتفاق الهدنة بلغ 1700 شاحنة، تضمنت حوالي 1600 شاحنة محملة بمساعدات إغاثية وإنسانية تشمل الغذاء والأدوية والاحتياجات الأساسية. كما شملت القوافل 100 شاحنة تحمل الوقود وغاز الطهي لتلبية الاحتياجات الطارئة، هذا إضافة إلى تعاون جهود التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في عمليات المساعدات كمثال مصري وطني مخلص في إنقاذ غزة وأهلها.
وتلقى التحركات المصرية إشادة واسعة من مختلف الأطراف الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان. وأبرزت هذه الجهود التناقض الواضح بين خطاب الأكاذيب الإسرائيلي والواقع، حيث أثبتت مصر أن مساعدة غزة لا تتطلب سوى الإرادة الصادقة والتعاون الإنساني.
في المقابل، ازداد الضغط على إسرائيل لتفسير سياساتها التقييدية، خصوصًا في ظل التغطية الإعلامية العالمية التي رافقت القوافل المصرية، والتي أظهرت كيف يمكن تجاوز العوائق اللوجستية بسهولة إذا ما توفرت النوايا الصادقة وتكبل التزييف.
تدفق المساعدات المصرية لم يكن مجرد عملية إغاثة، بل رسالة قوية إلى العالم بأن سكان غزة ليسوا وحدهم، وأن الإنسانية قادرة على التغلب على السياسة حينما تتصدر الأولويات. ومع استمرار هذه الجهود، يبقى الأمل قائمًا في تخفيف معاناة سكان القطاع وتحقيق العدالة لهم رغم كل التحديات.
0 تعليق