أعلنت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الأربعاء، عن تصديها بالتعاون مع مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لقوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية. وأكدت الكتيبة أنها تمكنت من استدراج قوات الاحتلال إلى كمائن محكمة، وإمطارها بزخات كثيفة من الرصاص، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في محاور القتال.

إصابات في صفوف الفلسطينيين

أكد الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة أربعة أشخاص في جنين ومخيمها، أحدهم في حالة خطيرة، جراء إطلاق النار من قوات الاحتلال. وأفادت المصادر أن المصابين نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج وسط استمرار التوترات الأمنية في المنطقة.

توسيع نطاق العملية العسكرية

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في جنين يوم الثلاثاء، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع فصائل المقاومة الفلسطينية. واقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين باستخدام جرافات ومدرعات، بينما أغار سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف في المنطقة باستخدام طائرات مسيرة.
 

وفي خطوة تصعيدية أخرى، تسللت قوات خاصة إسرائيلية إلى بلدة قباطية جنوب جنين، لتوسيع نطاق العملية العسكرية، التي أسفرت حتى الآن عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة العشرات.

أسباب التصعيد وفق الإعلام الإسرائيلي

أشارت صحيفة "معاريف" العبرية إلى عدة أسباب وراء تسريع جيش الاحتلال لعملياته العسكرية في جنين، أبرزها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس. وذكرت الصحيفة أن الإفراج عن الأسرى سيزيد من "الدافعية" لتنفيذ عمليات مسلحة، مؤكدة أن بعض المفرج عنهم سيعودون فورًا إلى النشاط المسلح.

من بين الأسرى المتوقع الإفراج عنهم، زكريا الزبيدي، الذي يُعد شخصية بارزة في مخيم جنين، ويمثل رمزًا للمقاومة الفلسطينية، ما يثير قلق الاحتلال الإسرائيلي من تصاعد الأعمال المسلحة في الضفة الغربية.

المشهد الميداني: اشتباكات لا تهدأ

تواصلت الاشتباكات العنيفة بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال في محاور القتال الرئيسية بجنين. وبحسب شهود عيان، فقد استهدفت قوات المقاومة مواقع الاحتلال بالأسلحة النارية الثقيلة، فيما رد جيش الاحتلال باستخدام القصف الجوي والمدفعي، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية في المخيم والمناطق المحيطة.

التصعيد في جنين يهدد بمزيد من التوترات في الضفة الغربية، حيث تعيش المنطقة حالة من الغليان الشعبي. ويؤكد مراقبون أن استمرار العدوان الإسرائيلي سيعزز من وحدة فصائل المقاومة وتصعيد الردود المسلحة، ما قد يؤدي إلى امتداد المواجهات إلى مناطق أخرى.