في الوقت الذي تكثف فيه مصر جهودها للتصدي لمخطط تصفية القضية الفلسطينية وإعادة تقسيم الشرق الأوسط، يواصل إعلام الجماعة الإرهابية شن هجومه المستمر على الدولة وقياداتها، محاولًا التقليل من دورها في القضية الفلسطينية. ورغم أن هذه الجماعة ادّعت منذ نشأتها أنها تدعو إلى الجهاد لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، وجعلت من القضية الفلسطينية ذريعة لجمع التبرعات وحمل السلاح تحت شعار التحرير، إلا أنها تفشل فشلًا ذريعًا في كل اختبار حقيقي، حيث تتكشف نواياها النفعية أمام الشعب المصري والعربي.

تنطلق اليوم القمة العربية الطارئة التي دعت إليها مصر من قلب القاهرة، وسط أهمية كبرى، لا سيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إعادة إعمار غزة بعد تهجير سكانها وضمها تحت السيادة الأمريكية، في خطوة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. ومنذ اليوم الأول للعدوان على غزة، رفضت مصر هذا الطرح رفضًا قاطعًا، وعززت موقفها بمواقف عربية وإسلامية ودولية داعمة. ومع ذلك، تواصل الجماعة المارقة ترويج الشائعات ونشر الأكاذيب للنيل من سمعة مصر ودورها الإقليمي.

وفي هذا السياق، عبّر الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الناصري، عن استيائه الشديد من سياسات جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن التوقيت الحالي لا يسمح بإثارة الفتن التي يروجها إعلام الإخوان. وأوضح أن الدولة المصرية تسعى إلى لمّ الشمل العربي وتوحيد الرؤى للتصدي لمخططات إعادة تقسيم الشرق الأوسط، والحفاظ على القضية الفلسطينية واستقرار المنطقة وسط التحديات الإقليمية المتصاعدة.

ودعا أبو العلا جميع القوى الوطنية والقومية العربية إلى التكاتف والتعاون لمواجهة هذه التهديدات، مؤكدًا أن الإخوان يروجون الأكاذيب عبر التاريخ، ويستخدمون الدين كأداة للسيطرة على الشعوب. ولفت إلى أن الجماعة تزعم محاربة أعداء الإسلام، بينما تسعى في الحقيقة إلى السلطة والنفوذ. وأضاف أن انعقاد القمة العربية الطارئة بدعوة من مصر يمثل صفعة للمشككين في دورها المحوري.

من جانبه، قال النائب عصام هلال، وكيل اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس الشيوخ، إن الموقف المصري الحاسم تجاه تصريحات الرئيس الأمريكي، إلى جانب دعوته لعقد القمة العربية الطارئة، أحرج إعلام الجماعة الإرهابية وأفشل خططهم التضليلية. وأوضح أن الدولة المصرية أثبتت زيف الادعاءات التي يروجونها، مما دفعهم إلى تصعيد حملاتهم الإعلامية العدائية لتشويه صورتها.

وأكد هلال أن الشعب المصري اعتاد على سماع الأكاذيب من إعلام الجماعة وأبواقها طوال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن هذه الشائعات ستظل مستمرة طالما استمر تمويلها للنيل من الدولة. وأضاف أن الوعي المصري في الوقت الحالي يفوق ما كان عليه في الفترات السابقة، حيث أصبح المواطنون قادرين على التمييز بين الحقيقة والتضليل، وعلى دراية كبيرة بمخططات قوى الشر الساعية لتفكيك النسيج الوطني.

بدورها، أكدت النائبة أمل سلامة، عضو مجلس النواب، أن مصر تعد راعية السلام في الأمة العربية، والدليل على ذلك هو موقف القيادة السياسية الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ورفضها القاطع لتصفيتها أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وأشادت بجهود الدولة المستمرة في وقف الحرب وإعادة إعمار غزة، إلى جانب دعوتها لعقد القمة العربية الطارئة بهدف توحيد الصف العربي والتصدي للمخططات الخبيثة التي باتت تُحاك في العلن بعدما كانت تدار في الخفاء.

وأوضحت سلامة أن الدور المصري في هذه المرحلة سيُكتب في التاريخ، حيث أظهرت الدولة شجاعة كبيرة في التصدي للمقترحات الأمريكية بتهجير الفلسطينيين، ورفضت استقبالهم أو السماح بإعادة توطينهم خارج وطنهم. كما أكدت أن مصر، سياسيًا ودبلوماسيًا وإنسانيًا، تقود الجهود للحفاظ على القضية الفلسطينية، وتتصدر المشهد العربي في الدفاع عن أمن المنطقة، وهو ما يسعى إعلام الجماعة الإرهابية إلى تشويهه والتقليل من أهميته. واختتمت قائلة إن مصر اعتادت أن ترد بالأفعال، لا بالأقوال.