من أهم فعاليات روزنامة الرياض المزدحمة منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع، الذي انعقد خلال اليومين الماضيين تحت شعار «استكشاف مستقبل الاستجابة الإنسانية»، وشهد حضوراً كبيراً يتجاوز 6 آلاف شخص ومشاركة أكثر من 150 منظمة عالمية و300 ممثل دولي، والذي نظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي احتفل بالتزامن مع المنتدى بعامه العاشر على إنشائه بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كأحد أهم الهدايا التي تقدمها المملكة للإنسانية.

لقد كان المنتدى فرصة مهمة لتعزيز قنوات الحوار والتواصل بين القادة والمانحين والعاملين والباحثين في العمل الإنساني، وتبادل الخبرات والأفكار والممارسات الفضلى لتطويره. كما تم خلاله طرح أبرز الفرص والتحديات؛ بهدف تطوير حلول مبتكرة ومستدامة وفاعلة للاستجابة الإنسانية، ومناقشة الأطر التشريعية، وجملة من القضايا والمواضيع التي تحيط بهذا العمل متعدد الأطراف، الذي تكتنفه صعوبات كبيرة في ظل الأحداث الراهنة في بلدان كثيرة من حروب ونزاعات تجعل الاستجابة والوصول في الوقت المناسب مهمة محفوفة بالمخاطر.

لقد أصبح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نموذجاً عالمياً فريداً في هذا المجال، من خلال عمله المؤسسي وحجم الدعم الذي يقدمه من دون أي شكل من أشكال التمييز، فخلال عمره القصير نسبياً استطاع المركز تنفيذ 3,355 مشروعاً في 106 دول بمبالغ تزيد على 7.3 مليار دولار، بالإضافة إلى حملات الإغاثة العاجلة في كثير من الدول التي نلمس برهانها الأقوى والأجمل في الجسر الإغاثي المستمر الآن لسوريا الشقيقة، بالإضافة إلى برنامج التطوع الذي يعد الأكبر عالمياً. ويجدر التنويه أنه خلال المنتدى وقع المركز اتفاقيات ومبادرات دعم مختلفة كبيرة، كان أبرزها مبادرة مكافحة شلل الأطفال بمبلغ 500 مليون دولار لتكون واحدة من أكبر المبادرات في تأريخ العمل الإنساني.

وأما إذا تحدثنا عن الدعم الإنساني الذي قدمته المملكة عموماً، فإننا نستشهد بما أشار إليه سمو وزير الخارجية في حفل افتتاح المنتدى عن أن المملكة قدمت مساعدات إنسانية تجاوزت الـ133 مليار دولار، استفادت منها 172 دولة. هذه المساعدات شملت مختلف الشعوب والأعراق والأجناس، وهي منزهة من أي دوافع أو أغراض أو أهداف أخرى، ولا ترجو منها سوى الاستجابة لنداء الإنسانية؛ ولذلك لا توجد مبالغة عندما توصف المملكة بأنها مملكة الإنسانية.