تعتزم الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" إطلاق مناقصة جديدة خلال الربع الثاني من العام الحالي، لاستيراد شحنات من الغاز الطبيعي المسال، في خطوة تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد في السوق المحلية.

مصر تسعى لتأمين احتياجاتها من الغاز

وأوضح مصدر في وزارة البترول والثروة المعدنية، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن المناقصة تستهدف استيراد كميات إضافية من الغاز المسال خلال فصل الصيف، حيث ستتولى الهيئة العامة للبترول طرحها نيابة عن "إيجاس"، على أن يتم تسليم الشحنات خلال الربع الثالث من العام، بجانب التوريدات المتفق عليها مسبقًا مع شركتي "شل" و"توتال".

مناقصة جديدة لاستيراد شحنات مسالة

وفي سياق متصل، بدأت وزارة البترول المصرية منذ أبريل 2024 في استيراد الغاز المسال لمواكبة ارتفاع الاستهلاك، خاصة في قطاع الكهرباء، في ظل تزايد الأحمال خلال الأشهر الماضية، مما دفع الحكومة إلى البحث عن حلول لتقليل فترات انقطاع التيار الكهربائي.

ووفقًا لاتفاقات سابقة، تعاقدت "إيجاس" على استيراد شحنات من الغاز المسال اعتبارًا من أبريل، على أن يتم تفريغها في ميناء الشيخ صباح الأحمد الصباح بمدينة العقبة الأردنية، حيث ستخضع لعملية التغويز عبر الوحدة العائمة هناك، قبل ضخها في شبكة الغاز المصرية عبر خط الربط بين مصر والأردن.

وشهد شهر يوليو الماضي وصول أول شحنة من الغاز المسال المستورد إلى منطقة العين السخنة، بكمية تبلغ نحو 3.5 مليار قدم مكعبة، حيث تم تحويلها إلى حالتها الغازية وضخها في الشبكة القومية للغاز الطبيعي، في خطوة تسعى من خلالها الحكومة إلى تعزيز إمدادات الغاز لمواجهة ذروة الطلب الصيفي.

وفي سياق الجهود المستمرة لتأمين الإمدادات، أعلنت "إيجاس" في مايو الماضي توقيع عقد مع شركة "هوج" النرويجية لاستئجار الوحدة العائمة "هوج جاليون"، والمخصصة لتخزين وتحويل الغاز الطبيعي المسال، وذلك بهدف تعزيز قدرات البلاد على تلبية احتياجات الاستهلاك المحلي خلال الأشهر الحارة.

تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الحكومة المصرية لتعزيز أمن الطاقة وتوفير إمدادات كافية من الغاز الطبيعي لمختلف القطاعات، خاصة مع تزايد الطلب على الكهرباء خلال أشهر الصيف. وتسعى "إيجاس"، بالتعاون مع الهيئة العامة للبترول، إلى تأمين كميات إضافية من الغاز المسال عبر المناقصات الدولية، إلى جانب الاعتماد على اتفاقيات طويلة الأجل مع شركات عالمية مثل "شل" و"توتال"، لضمان استقرار الإمدادات وتقليل أي تأثير محتمل لنقص الوقود على أداء الشبكة القومية للكهرباء.

ويُعد استيراد الغاز المسال عبر موانئ مثل العين السخنة والعقبة، وتغويزه من خلال الوحدات العائمة، حلاً عمليًا يتيح لمصر الاستفادة من البنية التحتية المتاحة لتعزيز إمدادات الغاز، سواء للاستهلاك المحلي أو لتلبية احتياجات محطات الكهرباء. 

كما أن استئجار الوحدة العائمة "هوج جاليون" يأتي ضمن الجهود الرامية إلى دعم مرونة عمليات الاستيراد والتخزين والتوزيع، بما يضمن تلبية الطلب المتزايد خلال فترات الذروة.

وعلى الرغم من سعي الحكومة إلى تأمين احتياجات البلاد من الغاز عبر الاستيراد، فإن التوسع في إنتاج الغاز محليًا يظل أولوية أساسية، حيث تستمر وزارة البترول في تنفيذ خطط استكشاف وتطوير الحقول الجديدة لزيادة الإنتاج وتعزيز القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي مستقبلاً. ويُتوقع أن تسهم هذه الجهود في تقليل الاعتماد على الواردات، وتحسين ميزان الطاقة،