في مشهد مؤلم ومؤثر، عاد الأسير الفلسطيني محمد أبو طويلة إلى قطاع غزة بعد فترة اعتقال قاسية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث فقد بصره بالكامل وتعرض لحروق كيميائية شديدة على جسده نتيجة التعذيب الممنهج الذي تعرض له.

رحلة العذاب.. مشاهد يرفضها المجتمع الدولي

أفادت مصادر مطلعة أن أبو طويلة، الذي اعتقل خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، خضع لجولات تحقيق وحشية شملت التعذيب الجسدي والنفسي. تضمنت وسائل التعذيب الصعق بالكهرباء، الإيهام بالغرق، الضرب المبرح، واستخدام مواد كيميائية حارقة، مما أدى إلى فقدانه البصر وإصابته بحروق بالغة.

عند وصوله إلى معبر كرم أبو سالم، كان في حالة صحية حرجة، حيث ترك عاريًا ومكبل اليدين، وأجبر على السير مسافات طويلة قبل أن يتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وأكد الأطباء أن حالته تتطلب رعاية طبية ونفسية مكثفة للتعامل مع الآثار الجسدية والنفسية التي خلّفها التعذيب.

انتهاكات مستمرة بحق الأسرى الفلسطينيين

تُضاف مأساة محمد أبو طويلة إلى سلسلة طويلة من انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال، حيث يتم استخدام أساليب تعذيب وحشية لانتزاع الاعترافات، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية والإنسانية.

وطالبت المؤسسات الحقوقية والدولية بفتح تحقيقات مستقلة حول ممارسات التعذيب داخل السجون الإسرائيلية، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان تقديم الرعاية الطبية اللازمة للأسرى المتضررين.

غزة تحت الاحتلال والحصار.. عقود من القمع والتجويع

جدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة بدأ عام 1967 بعد حرب النكسة، حيث فرضت إسرائيل سيطرتها الكاملة على القطاع، ومنذ ذلك الحين يتعرض الفلسطينيون للقمع، والتعذيب، والاعتقالات التعسفية، وهدم المنازل، ومصادرة الأراضي.

وفي عام 2005، انسحبت إسرائيل من غزة ضمن خطة "فك الارتباط" لكنها أبقت سيطرتها على الحدود، والمجال الجوي، والمياه الإقليمية، وفرضت حصارًا خانقًا منذ 2007 عقب سيطرة حماس على القطاع. ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل عدة حروب مدمرة على غزة أعوام (2008، 2009، 2012، 2014، 2021، 2023)، مما أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى، مع استمرار سياسة العقاب الجماعي والتجويع والانتهاكات بحق المدنيين، بمن فيهم الأسرى في سجون الاحتلال.