أيام قليلة تفصلنا عن بدء شهر رمضان المبارك، وفي مدينة الإسكندرية، تتجلى عادة تناول الأسماك المملحة قبل حلول هذا الشهر الكريم، نظرًا لصعوبة تناولها خلاله، ويعرف ذلك محليًا بـالشعبنة و تشهد أسواق الأسماك المملحة إقبالاً ملحوظًا في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، حيث يرتفع الطلب على شراء مختلف أنواع الأسماك المملحة.

يقول محمد البرنس، أشهر بائع أسماك مملحة في منطقة محطة بالإسكندرية، في تصريحات خاصة لموقع الاسبوع أن موسم الشعبنة يبدأ في مدينة الإسكندرية في النصف الأخير من شهر شعبان، حيث يزداد الإقبال بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة منه ويتم الاستعداد لهذا الموسم مع بداية الشهر، كما تستعد أسواق الأسماك المملحة لاستقبال عيد الفطر المبارك و عيد شم النسيم بكميات كبيرة من أنواع الفسيخ و الرنجة والملوحة الأسواني.

وأضاف أن أسماك الملوحة تُعتبر من أشهر الأنواع المفضلة لدى العديد من المصريين تنحدر هذه الأسماك الأصلية من بحيرة ناصر في أسوان، وهي تنتمي لفصيلة الأسماك النيلية وتتميز أسماك الملوحة بمستوى ملوحة أعلى مقارنة بالفسيخ، وذلك بسبب احتياجها لفترة أطول في عملية التمليح، حيث تستغرق حوالي شهر ونصف.

فيما يتعلق بأنواع أسماك الملوحة، أوضح أن نوع الملوحة المعروف بـ الكلابى يُعتبر الأفضل بين الأنواع، حيث يتميز بأسنانه المدببة التي أضفت عليه هذا الاسم بالإضافة إلى ذلك، هناك نوع آخر من أسماك الملوحة يُعرف بـ الرايا، والتي تمثل أنثى الملوحة الكلابى، وتعتبر أقل جودةً من حيث الطعم. كما تتوفر أحجام متنوعة من هذه الأسماك، ولكل حجم سعره الخاص.

وفيما يتعلق بالفسيخ، أوضح أن الفسيخ يُحضَّر من أسماك البوري، ويتميز بعدة درجات من الملوحة لتلبية جميع الأذواق ويشتهر الفسيخ قليل الملح في مدينة الإسكندرية، وهو مخصص لذوي مرضى الضغط و كبار السن مشيراً أن كمية الملح المستخدمة تبقى ثابتة، إلا أن مدة التمليح هي ما يميز الفسيخ قليل الملح، حيث يحتاج إلى فترة تمليح تبلغ 10 أيام، بينما يتطلب الفسيخ الأكثر ملوحة حوالي 15 يوماً كحد أدنى. وأكد أن عملية التمليح تتم داخل براميل خشبية وفقاً للتوجيهات الصادرة عن وزارة الصحة.

و أضاف أنه بالنسبة للسردين النيلي، يُعتبر سردين الماكس من أفضل الأنواع، حيث يتميز بحجمه الكبير وعرضه النسبي مقارنة بسردين المعدية في برشيد.أما بالنسبة لأسماك الرنجة، فتُعتبر الرنجة الهولندية ذات البطروخ الخرز من بين أفضل الأنواع المتاحة. بالإضافة إلى ذلك، توجد أنواع أخرى من الرنجة اليونانية التي تتميز بالبطروخ اللين، والتي تُعرف بلحمها الناعم الفريد كما يُستحسن الإشارة إلى أنواع البطروخ المخلى، والتي تُباع بشكل منفصل عن الأسماك، مثل بطروخ الرنجة الخرز وبطروخ البوري المملح.

فيما يتعلق بالأسعار، أشار البرنس إلى أن أسعار الفسيخ تبدأ من 250 إلى 400 جنيه، وذلك حسب الحجم ودرجة الملوحة. أما بالنسبة للسمك الصغير الذي يتراوح وزنه بين 5 إلى 6 كيلوغرامات، فإن أسعاره تبدأ من 250 جنيه، حيث يرتفع السعر كلما زاد حجم السمكة. بالنسبة لسمكة الدباشي أو البوري السوبر، التي يصل وزنها إلى 900 جرام، فإن سعرها يبلغ 450 جنيه. أما الرنجة المجففة، فتتراوح أسعارها بين 90 إلى 280 جنيه، وذلك بحسب نسبة الطبارخ ودرجة الملوحة وحجمها. تجدر الإشارة إلى أن الرنجة تأتي مستوردة، ويتوفر منها أنواع هولندية، نرويجية، بلجيكية، وفرنسية، حيث يتم توفير الرنجة المبطرخة وغير المبطرخة لتناسب أذواق العملاء المختلفة.

فيما يتعلق بالملوحة، أوضح البرنس أن ملوحة الكلابي تُعتبر من أجود أنواع الملوحة، حيث تُستخرج من بحيرة ناصر في أسوان و أن سعر نوع الرايا منها يصل إلى 320 جنيه، وهو من إناث ملوحة الكلابي، بينما يصل سعر الكلابي إلى 400 جنيه. أما بالنسبة لأسعار أم الخلول، فإن الصغيرة تباع بـ 80 جنيه، والمتوسطة بـ 180 جنيه، والكبيرة بحجم أكبر تُسعر بـ 350 جنيه. واختتم حديثه بالإشارة إلى أن شهر رمضان المبارك هذا العام يأتي في فصل الشتاء، مما سيدفع المواطنين لاستهلاك الفسيخ أثناء السحور والإفطار أكثر مما يحصل في فصل الصيف.