للأحساء أهمية تاريخية وجغرافية بارزة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج. فإلى جانب كونها مركزًا استراتيجيًا حيويًا للتجارة والزراعة والصناعة، فهي تشهد نموًا حضريًا واقتصاديًا مستدامًا، مدعومًا ببنية تحتية قوية، وناتج محلي يتراوح بين 73 و105 مليارات ريال. كما تتمتع الأحساء بإرثٍ تاريخي عريق يعكس حضارتها وتنوعها الثقافي، وهويةٍ تختزل طابعها العريق، إلى جانب معالمها الأثرية وموقعها الاستراتيجي المتميز الذي عزّز أهميتها كنقطة عبور رئيسية بين دول مجلس التعاون الخليجي والعالم. كما أنها منطقة تجارية غنية بالموارد الطبيعية، وتُعدّ من أكبر واحات المياه والغذاء، فضلًا عن مكانتها البارزة كواحدة من كبرى مناطق إنتاج النفط والغاز في العالم، مما يجعلها بيئة استثمارية واعدة وجاذبة للمشاريع.

وفي إطار تحقيق أربعة مستهدفات لرؤية المملكة 2030، من خلال استراتيجية اقتصادية تهدف إلى جذب الاستثمارات وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الشركاء العالميين، ودعمًا لقنوات التواصل مع مجتمع المال والأعمال حول العالم، عُقد منتدى الأحساء 2025 يومي 19 و20 من هذا الشهر تحت شعار «نحو انطلاقة عالمية»، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر، محافظ الأحساء رئيس اللجنة العليا للمنتدى.

نُظّم المنتدى بتنظيم متميز من غرفة الأحساء، وبالتعاون مع هيئة تطوير الأحساء وشركة أرامكو السعودية، وشهد حضورًا مكثفًا تجاوز 9500 مشارك، من بينهم مستثمرون وشخصيات بارزة في قطاع الأعمال على مستوى المملكة والخليج، بالإضافة إلى لفيفٍ من المهتمين في مجالات الإعلام والاقتصاد والاستثمار. كما شاركت في المنتدى 38 جهة وقطاعًا رئيسيًا، شملت الزراعة، والسياحة، والصناعة، والطاقة، والقطاع اللوجستي في المملكة.

وقد ركّزت محاور المنتدى على ريادة الأعمال، والتمويل، والصحة، والاستثمار، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، والبيئة، وحوكمة الشركات. وتضمّن المنتدى 10 جلسات حوارية، و10 ورش عمل، و65 متحدثًا، كما شهد توقيع 29 اتفاقية تجارية، وعُقد أكثر من 30 لقاء عمل بين الجانب السعودي والكوري، حيث شاركت 12 شركة كورية ضمن الجناح الكوري. كما أُعلنت صفقات استثمارية تجاوزت 100 مليار دولار في حقل الجافورة.

واختُتم المنتدى بتوصياتٍ مهمة لتعزيز فعالياته وتوسيع نطاقه، بما يتماشى مع أهميته العالمية، ويواكب مكانة الأحساء الاستراتيجية.

تحتل المملكة العربية السعودية مكانة تجارية عالمية مرموقة، وتتمتع بقوةٍ اقتصادية مكّنتها من تحقيق مراكز متقدمة في مؤشرات الاقتصاد والطاقة، مما ساهم في تعزيز تنافسيتها العالمية. ويُعد منتدى الأحساء للاستثمار جزءًا مهمًا من هذا الحراك الاقتصادي، حيث يهدف إلى دفع المملكة نحو قائمة أكثر 10 دول تنافسية عالميًا، تحقيقًا لأهم برامج رؤية المملكة 2030.