في عالم رياضة السيارات، حيث تبدأ المسيرة عادةً في سن مبكرة مع رياضة الكارتينج، وتتدرج على مدى أعوام، تظهر السائقة فرح اليوسف كاستثناءٍ ملهم للفتاة السعودية، التي انتقلت مباشرة من سباقات الكارتينج إلى منافسة قوية في بطولة الفورمولا 4، في خطوة نادرة لرياضة سباقات السيارات ذات المقعد الواحد.
فرح، الموهبة السعودية، لم تحتج إلا لـ 13 دورة لتتحول من متسابقة مبتدئة إلى منافسة شرسة، تتحدى سائقين ذوي خبرة، في إنجاز يعكس عزيمة لا تلين وإصرارًا كبيرًا على النجاح، إذ لم تكتف بالانتقال إلى الفورمولا 4، بل فرضت نفسها بقوة، وأظهرت قدرة استثنائية على التأقلم والتطور.
ويكمن سر تألق السائقة السعودية وتميزها في مجال رياضة سباقات السيارات في عقلها الفني، فبفضل خلفيتها الأكاديمية المتينة في هندسة الفضاء من جامعة مانشستر، تتمتع فرح بفهم عميق للديناميكا الهوائية، والميكانيكا، وتحليل البيانات، ما يخدم مسيرتها بشكل كبير في هذا المجال.
تشرح ذلك فرح قائلة خلال حديثها للمركز الإعلامي لفريقها: «عندما أكون على حلبة السباق ينصب تركيزي على كيفية تفاعل السيارة مع الهواء والطريق، هذه المعرفة المكتسبة مكّنتني من التأقلم مع ظروف السباق المختلفة بسرعة تفوق توقعاتي».
وتميزت فرح بموهبة فذة وذكاء حاد، ما جعلها محط أنظار خبراء صناعة السيارات، وقد تجسد ذلك في عام 2025، عندما تلقت دعوة للمشاركة في سباق أكاديمية الفورمولا 1 في السعودية، وهذا السباق مخصص فقط للسائقين الذين يتمتعون بإمكانات استثنائية، وعن ذلك قالت «أعد هذه الفرصة بمثابة حلم أصبح حقيقة.. جئت لأؤكد أن الاجتهاد والمثابرة قادران على تحطيم جميع الحواجز».
وبينما تتطلع فرح إلى الأمام، فإنها تحمل رؤى جريئة لمسيرتها في رياضة سباقات السيارات، فإضافة إلى شغفها بالمشاركة في سباق أكاديمية الفورمولا 1، الذي ينظم في جدة من 18 إلى 20 أبريل المقبل، يبقى هدفها الأسمى خوض غمار منافسات سباق لومان 24 ساعة الأسطوري.