مع حلول الذكرى الرابعة والستين للعيد الوطني والذكرى الرابعة والثلاثين لعيد تحرير وطننا الغالي الكويت، أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وسمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي العهد، وإلى الشعب الكويتي الكريم، داعيا الله أن يحفظ وطننا الغالي ويديم عليه نعمة الأمن والأمان والرخاء.
وفي هذه المناسبة يطيب لنا أن نحتفي باختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة العربية وعاصمة للإعلام العربي لعام 2025، وهو الأمر الذي يمثل اعترافًا مستحقًا بدور الكويت الرائد في نشر الثقافة والمعرفة، وتعزيز التبادل الثقافي، والحفاظ على التراث العربي الأصيل. ولعل هذا الاختيار يُعيد تسليط الضوء على المسيرة الثقافية المشرقة للكويت منذ نشأتها، حيث كانت ولا تزال منارة فكرية تزخر بالإنجازات الثقافية والفنية، ومن أبرزها مجلة "العربي" التي مثلت منصة ثقافية أثرت المشهد الثقافي العربي لعقود.
مجلة العربي، التي أسسها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1958، تُعد من أبرز المشاريع الثقافية التي حملت راية التنوير العربي، حيث تناولت مختلف الفنون والثقافات، وجسدت رسالة الكويت الحضارية التي تجاوزت حدودها الجغرافية لتصل إلى العالم العربي كله. بفضل محتواها الثري، نجحت المجلة في أن تكون نافذة مفتوحة على الثقافة العالمية، وقد استمرت في أداء دورها الرائد رغم التحديات، ما يجعلها نموذجًا حيًّا على التزام الكويت برفد الحركة الثقافية العربية بمحتوى معرفي متميز.
وفي خضم هذه الاحتفالات التي تشهدها الكويت كعاصمة للثقافة، لا بد من تسليط الضوء على "بيت الكويت للأعمال الوطنية"، الذي يمثل صرحًا تاريخيًا وثقافيًا يوثق ملحمة الاستقلال، ويجسد تضحيات الشعب الكويتي من أجل الحرية. هذا البيت، الذي تم إنشاؤه عام 1997 برعاية المغفور له بإذن الله سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله الصباح، هو شاهد على مرحلة مفصلية من تاريخ الكويت، ويحتضن بانوراما ومتحفًا وقاعة سينما وقاعة للحلفاء بمشاركة 29 دولة من دول التحالف، إضافة إلى إقامة ثلاثة متاحف خارجية في بريطانيا والسنغال وبلغاريا.
ورغم أهميته التاريخية والثقافية، فإن "بيت الكويت للأعمال الوطنية" لا يزال يعاني من الإهمال والروتين الإداري من قبل مؤسسات ومسئولين في الدولة، حيث تم تعطيل استثماره بالشكل الأمثل ليكون جزءًا أساسيًا من فعاليات الكويت عاصمة الثقافة، استكمالا لدوره الذي أنشئ من أجله قبل سنوات وسنوات ليكون شاهدا على أهم فترات تاريخنا الحافل ونضال شعبنا الأبي.
ولقد وعد معالي وزير الإعلام الأخ عبد الرحمن المطيري بحل مشكلته وجعله ضمن الفعاليات الثقافية الكبرى، إلا أن الواقع لا يزال يضعه في خانة "المؤجل" تحت ذريعة الصيانة المستمرة.
وإني لأتسائل، كيف تكون الكويت عاصمة للثقافة وبيت الكويت، الذي يروي تاريخها المجيد، مغيب عن المشهد؟
إن هذا الصرح يجب أن يكون في صدارة المشهد الثقافي الكويتي، لأنه ليس مجرد متحف، بل ذاكرة وطنية تستحق أن تروى للأجيال القادمة، وينبغي على الجهات المعنية الإسراع في إنقاذه من قيود البيروقراطية ليتبوأ مكانته اللائقة في الكويت الثقافية. معالي وزير الإعلام، إن وعد الحر دين عليه، وننتظر تنفيذ الوعود التي قُطعت لإنصاف هذا المعلم الوطني.
في ذكرى العيد الوطني والتحرير، ندعو الله أن تبقى الكويت دائمًا منارة للفكر والثقافة، وأن تواصل مسيرتها الرائدة في تعزيز الهوية العربية، وحماية تراثها العريق، والنهوض بمؤسساتها الثقافية، لتظل كما عهدناها، شامخةً بعطائها وإبداعها.
د/ يوسف العميري
[email protected]
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : في ذكرى التحرير والعيد الوطني.. بيت الكويت والكويت عاصمة الثقافة - أرض المملكة, اليوم الاثنين 24 فبراير 2025 12:32 مساءً
0 تعليق