احتشد عشرات الآلاف من اللبنانيين، وممثلين من إيران ووكلائها، اليوم الأحد، لحضور جنازة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله وذلك بعد مرور 5 أشهر من اغتياله في غارة إسرائيلية بالضاحية الجنوبية وكان ذلك في 27 سبتمبر الماضي. 

رسائل من إسرائيل إلى حزب الله 

خلال مراسم تشييع الزعيم السابق لحزب الله، والتي تمت في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، حلقت عدد من المقاتلات الإسرائيلية فوق الحشد الجماهيري، كما نشر لأول مرة الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو للحظة عملية الاغتيال وذلك بهدف إيصال رسائل واضحة لمحور إيران. 

وقراءة في الصحف العبرية، حول المشهد تشييع الرجل الأول في الحزب المدعوم من إيران، ذكرت صحيفة Jerusalem Post أنه شارك في المراسم وفد حكومي إيراني الجنازة واجتمع مع الرئيس اللبناني. وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن "الوفد الذي يرأسه رئيس مجلس النواب محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي اجتمعا مع عون الأحد لتبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية".

وكان من بين الذين التقوا بالرئيس اللبناني، كل من "إبراهيم عزيزي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، وأبو الفضل أمويي مساعد رئيس البرلمان للشؤون الدولية، والنائب سيد محمود نبويان". وشارك في الجنازة العديد من هؤلاء المسؤولين الإيرانيين، فضلاً عن مجموعات موالية لإيران.

وقال وزير الخارجية الإيراني في بيان"إن نصر الله كان مفكراً استراتيجياً حول حزب الله من مجرد جماعة عسكرية إلى كيان سياسي وأيديولوجي". كما تجمع أعضاء حزب الله وأنصاره في الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث قُتل نصر الله. 

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى مشاركة أعضاء من الحشد الشعبي، حيث وصلوا جواً من مطار بغداد الدولي عبر قسم كبار الشخصيات. ومن بين هؤلاء فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي ورئيس أركانه أبو فدك، وهو أيضًا رئيس كتائب حزب الله. 

كما حضر التشييع وفد حوثي من اليمن، وأقيمت فعاليات من قبل الحوثيين الموالين لإيران في اليمن، كما حضر التشييع وفود من تركيا ودول أخرى.

وحلقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق بيروت أثناء مراسم التشييع كما ضربت موقعا في لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي. في هذا الأثناء تم:"  ضرب مواقع عسكرية تحتوي على منصات إطلاق صواريخ وأسلحة حيث تم تحديد نشاط لحزب الله في منطقة بعلبك وعدة مناطق إضافية في جنوب لبنان".

فيما أشارت صحيفة Israel Hayom العبرية في تقرير مطول لها، إلى أن دفن نصر الله سيتم في منطقة معدة بالقرب من طريق المطار في جنوب بيروت. وسيتم دفن نائبه هاشم صفي الدين، الذي خلفه رسمياً لعدة أيام قبل إقالته، يوم الاثنين في مسقط رأسه دير قانون النهر في جنوب لبنان. 

الجنازة فرصة لاستعراض القوة ولمواجهة التهديدات الأمنية 

كما أشارت الصحيفة العبرية إلى ستة أسباب دفعت إسرائيل إلى القيام بتحليق مقاتلات لها فوق بيروت خلال تشييع جثمان حسن نصر الله، وذكر كاتب المقال إن:" الجنازة ليست مجرد احتفال ديني بل إنها أداة لاستعراض القوة. إن حزب الله، الذي عانى من ضربات قاسية أثناء الحرب ـ بدءاً من القضاء شبه الكامل على بنيته القيادية، وتدهور قوته النارية وتشكيلاته في جنوب لبنان، وانتهاءً باتفاقية وقف إطلاق النار مع إسرائيل و الجنازة فرصة لإعادة تأهيل صورته أمام الرأي العام اللبناني. ومن شأن مثل هذا الحدث الجماهيري الذي يقام دون أي عائق أن يعيد خلق شعور حزب الله بالنصر ويعزز تصوره بأن إسرائيل قد تراجعت مرة أخرى عن العمل في لبنان". 

وأوضحت الصحيفة العبرية، إنه يمكن استغلال الحدث للتخطيط لعمليات ضد إسرائيل أو تجنيد عملاء جدد، ما يعد ذلك فرصة ذهبية للقضاء على العديد من التهديدات الأمنية الإقليمية، أو على الأقل إثبات لأولئك الذين يفكرون في الانضمام إلى صفوف حزب الله أن هذا أمر غير مستحسن للغاية.

أما عن الرسالة الاستراتيجية، فهي منع الجنازة من شأنه أن يؤكد لحزب الله وإيران أن إسرائيل لن تسمح بتمجيد المسؤولين عن مقتل مئات الإسرائيليين. وإن نصر الله، لا يستحق جنازة ضخمة وجماهيرية.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن: “ تحليق المقاتلات الإسرائيلية أيضاً رسالة إلى إننا مازلنا نقرر الأمور هنا، وأن ما كان في الماضي لن يكون بعد الآن. وإن إسرائيل لا تخشى الضرب في أي مكان، حتى لو أدى ذلك إلى التصعيد”.