الكويت والقضية الفلسطينية.. نهج ثابت ورؤية واقعية - أرض المملكة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
رئيسي مـقـالات الأحد, 23 فبراير, 2025 - 4:15 م

الدكتور يوسف العميري

بقلم يوسف العميري

منذ بدايات القضية الفلسطينية، احتلت هذه المأساة العربية والإنسانية صدارة أولويات السياسة الخارجية الكويتية، ولم يكن هذا الموقف وليد اللحظة، فقد كان دعم الكويت، حكومة وشعبا، لفلسطين راسخا وثابتا، واستمر على هذا النهج حتى أصبح أحد الثوابت الرئيسية في السياسة الكويتية، لم يتغير بتغير الحكومات أو تبدل الظروف الإقليمية والدولية.

على مدار العقود الماضية، لعبت الكويت دورا محوريا في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على الساحة الدولية، حيث برزت مواقف المسؤولين الكويتيين، الذين جعلوا من الدفاع عن حقوق الفلسطينيين محورا أساسيا في لقاءاتهم مع زعماء العالم. لم يكن يخشوا سوء الفهم أو التأويل، بل كانوا واضحين في طرحه، صادقين في دفاعهم، ومؤمنين بعدالة القضية.

لكن في المقابل، لم يكن المشهد العربي موحدا تجاه القضية الفلسطينية، بل شابته تناقضات واستغلال سياسي من بعض الأنظمة على فترات. فقد سعت أنظمة سابقة إلى توظيف القضية لتحقيق مكاسب سياسية، مستخدمين بعض الفصائل الفلسطينية كأداة لخدمة أجنداتهم الخاصة.

في ظل هذه المتغيرات، ظلت الكويت متمسكة بموقفها المبدئي، غير متورطة في تحالفات المزايدة السياسية. ومع ذلك، فإن الوضع الفلسطيني تعقد بمرور الوقت، حيث تصاعد الانقسام الداخلي بين الفصائل الفلسطينية، وظهرت تنظيمات أكثر تشددا رفضت الحلول السياسية، ما أدى إلى موجات عنف استغلتها إسرائيل لقمع الفلسطينيين وتوسيع استيطانها في الضفة الغربية. جاءت حرب غزة الأخيرة لتزيد من معاناة الفلسطينيين، بعدما تحولت المدينة إلى ساحة دمار شامل نتيجة للصراع السياسي والميداني.

وسط هذا المشهد القاتم، تبرز الحاجة إلى تحرك سياسي جاد، وهنا يأتي الدور الخليجي، وعلى رأسه الكويت، في تبني مبادرة عربية واضحة تعيد التوازن للقضية الفلسطينية، خاصة المبادرة المصرية وكذلك السعودية التي تطرح الاعتراف المتبادل كمدخل لحل الدولتين. فاليوم، يقف الفلسطينيون على مفترق طرق خطير، في ظل تصاعد الاستيطان، وتراجع الدعم الدولي، وانشغال الدول الكبرى بملفات أخرى. ومن هنا، يصبح من الضروري دعم مشروع سياسي عربي متماسك يعيد إحياء الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

الموقف الكويتي لم يكن يوما مجرد دعم معنوي أو دبلوماسي، بل كان التزاما سياسيا وأخلاقيا يتطلب اليوم تطويرا استراتيجيا يتماشى مع المتغيرات الدولية، بحيث يتحول الدعم التقليدي إلى مبادرات دبلوماسية فعالة تدفع باتجاه تحقيق الحل العادل.

وأخير أؤكد أن سمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح يولي أهمية خاصة للقضية الفلسطينية، انطلاقا من إيمانه العميق بعدالتها وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه، بلا منة من أحد، بل باعتباره حقا أصيلا لا يقبل المساومة. فالكويت، بقيادة الشيخ مشعل، تواصل نهجها التاريخي الثابت في دعم فلسطين وأهلها، مؤكدة أن هذا الدعم ليس مجرد موقف سياسي، بل التزام أخلاقي وإنساني ينبع من إيمانها الراسخ بعدالة القضية وضرورة تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال.

إن الحفاظ على القضية الفلسطينية كأولوية في السياسة الكويتية، مع العمل على توحيد الصف العربي خلف رؤية واقعية، هو المسار الأجدر للحفاظ على حقوق الفلسطينيين وحماية حلم دولتهم المستقلة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : الكويت والقضية الفلسطينية.. نهج ثابت ورؤية واقعية - أرض المملكة, اليوم الأحد 23 فبراير 2025 04:26 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق