كشفت شركة العملات المشفرة باي بت (Bybit)، ومقرها دبي، عن اختراق إلكتروني ضخم أدى إلى سرقة 1.5 مليار دولار من عملة إيثيريوم (Ethereum)، في حادثة قد تكون أكبر عملية سرقة للعملات الرقمية في التاريخ.

وأكد بن تشو، مؤسس "باي بت"، أن الشركة ستعوض جميع المستخدمين المتضررين، مشيرًا إلى أن أموال العملاء "في أمان"، رغم الاختراق الأمني غير المسبوق.

كيف تم تنفيذ الاختراق؟

أوضحت الشركة أن القراصنة استغلوا ميزات الأمان داخل النظام، مما سمح لهم بتحويل الأموال إلى عنوان مجهول، في عملية معقدة تقنيًا تبرز التحديات الأمنية الضخمة التي تواجه سوق العملات الرقمية.
 

تداعيات السرقة على سوق العملات المشفرة

بعد عملية الاختراق، انخفضت قيمة عملة إيثيريوم بنسبة 4% يوم الجمعة، ليصل سعرها إلى 2,641 دولارًا، مما يعكس تأثير عمليات القرصنة الكبيرة على استقرار سوق العملات الرقمية.

وكانت آخر عملية سرقة مشابهة قد حدثت في 2022، عندما تم اختراق شبكة رونين (Ronin)، وسرقة 620 مليون دولار من إيثيريوم وعملة الدولار الرقمي.

باي بت تؤكد قدرتها على تعويض الخسائر

تمتلك "باي بت" أصولًا تُقدر بـ 20 مليار دولار، وفقًا لمؤسسها، الذي أشار إلى أن الشركة قد تغطي الخسائر من أموالها الخاصة أو عبر قروض من شركاء ماليين، مما يعكس استقرارها المالي رغم الاختراق الضخم.

وأضاف تشو أن "جميع أصول العملاء مدعومة بنسبة 1 إلى 1"، مما يعني أن المنصة قادرة على الوفاء بالتزاماتها حتى لو لم يتم استرداد الأموال المسروقة.

تحقيقات مكثفة لتحديد هوية القراصنة

أعلنت "باي بت" عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) أنها أبلغت السلطات المختصة بالحادث، وتعمل على تحديد هوية منفذي الاختراق.

وتعكف وكالات أمنية إلكترونية عالمية، بما في ذلك الإنتربول والجهات الرقابية المالية، على تتبع مسار الأموال المسروقة، في محاولة لاستعادة بعض الأصول الرقمية.

العملات المشفرة.. بين الدعم والانتقادات الأمنية

لطالما أثارت العملات الرقمية انقسامات بين مؤيد ومعارض، حيث يرى البعض أنها ابتكار مالي ثوري، بينما يحذر آخرون من مخاطرها الأمنية والتقلبات الحادة في قيمتها.

وفي هذا السياق، تعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتقادات شديدة عقب إطلاقه عملة مشفرة خاصة به باسم "Trump"، رغم تصريحه بأنه "لا يعرف الكثير" عن العملات الرقمية.

وتم إطلاق العملة المشفرة "ترامب" على منصات التداول قبل تنصيبه، وحققت قفزة سعرية سريعة، لكنها سرعان ما انهارت، مما أثار تساؤلات حول مستقبل العملات الرقمية وتأثير الشخصيات السياسية عليها.

سرقات كبرى هزت عالم العملات المشفرة

تُعد عملية "باي بت" واحدة من أكبر السرقات في تاريخ العملات المشفرة، لكنها ليست الأولى، حيث شهد القطاع العديد من الاختراقات، أبرزها:

2014: أعلنت بورصة MT Gox اليابانية إفلاسها بعد سرقة 350 مليون دولار بسبب ثغرة أمنية.

2019: اختراق منصة Binance وسرقة 41 مليون دولار من عملة بيتكوين.

2022: سرقة 620 مليون دولار من شبكة Ronin، في واحدة من أكبر عمليات الاحتيال الإلكتروني.

إلى أين تتجه العملات المشفرة بعد هذا الهجوم؟

مع تزايد المخاوف الأمنية وارتفاع وتيرة السرقات الإلكترونية، تواجه العملات الرقمية تحديات غير مسبوقة تتطلب تعزيز معايير الأمان وتبني حلول تقنية متقدمة للحماية من الهجمات السيبرانية المعقدة.