عناقٌ بين الضحية والجلّاد: حين أَسرَ الأحرارُ سجّانهم! - أرض المملكة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
جو 24 :

 

في مشهدٍ يضجُّ بالدلالات، مزلزلٍ للقلوب والعقول، تحوّل التاريخ في لحظةٍ خاطفةٍ إلى مرآةٍ عاكسةٍ لمعادلةٍ مستحيلةٍ لم يعرفها من قبل: قاتلٌ دخل ليحصد الأرواح، فخرج يُقبّل جباهَ من أراد أن يُفنيهم، يودّعهم كأنّهم أحبُّ الناس إليه، يذرف دموعَ الذهول أمام عظمةٍ لم يدرك كنهها إلا حين صار أسيراً بين أيديهم.

إنّه مشهدٌ سيُروى للأجيال، مشهدٌ يختصر الفرق بين من يحمل قضيّةً تسكن وجدانه، وبين من يحمل سلاحاً بلا روح. كيف للقاتل أن يُقبّل يدَ من كان يراهُ "عدواً”؟ وكيف للأسير أن ينحني أمام من ظنّهم أعداءه؟ أهو ندمُ المجرم حين ينكشف زيف روايته؟ أم أنّ الإنسان، مهما غُسلت عقيدته بالحقد، يعود باكياً أمام نقاء الحقيقة؟

إنّها المقاومة التي لم تُغيِّرها الجراح، ولم تشوِّهها النكبات، ولم تُفقدها وحشيةُ العدوّ إنسانيتها. هؤلاء الذين دخلوا زنازين الاحتلال مكبّلين، ليخرجوا وهم يُعلّمون العالم كيف يكون النقاء وسط الدم، وكيف يكون السموُّ فوق الانتقام.

حين يُقبّل العدوُّ يدَ المقاوم، فاعلم أنّ ميزان التاريخ قد اختلّ لصالح الحقّ. فاعلم أنّ الاحتلال لم يربح المعركة، وإن امتلك السلاح، لأنّ من يملكون الروح أقوى ممّن يملكون القوّة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق