كتب سعود ابو محفوظ - يقول سموتريتش: "إسرا-ئيل" على مفترق طرق: فاما أن تستسلم هي، واما ان تستسلم حماس".
وينبئ المستقبل القريب أن الأقليم على مفترق طرق، ذلك أن "الحركة" حقيقة قائمة لخدمة قضية عادلة، "والحركة" خسرت خسائر فظيعة لدرجة انه ليس لديها الان ماتخسره، الا أن ارادتها فولاذية وبنيتها حديدية وفكرتها ذهبية.
في المقابل تفحش العدو في استخدام منتهى القوة الباطشة ولم يقدر على الحركة.
وعقدة المنشار أن الحركة ليس بمقدورها أن تتزحزح قيد أنملة لأسباب موضوعية، والعدو هو من يتوجب أن يتزحزح وسيكون في ذلك نهاية مشروعة، فالمشهد دقيق وحرج للغاية، ذلك أن العالم اصطف وانتظم في فسطاطين اثنين:
الفسطاط الأول:
• عدو مدجج بالمظالم انتهب قبلة أمة عظيمة وسلب أقدس بقعة لديها طبقا لأفكار ماضوية فتاكة ومعدية ذات جذور أساطيرية تبغي قهر شعب قلسطيني جبار في ذاته متجذر في تاريخه.
• ومن خلفه اصطفاف أممي يميني متطرف وله أجندات استئصالية ولديه امكانات تدميرية هائلة.
واستثمارهم كان في مشروع كيان صهيوني احتلالي رهيب توسع أفقيا وعموديا في غفلة من المحيط العربي المكبل، ومع ذلك انتهى عمره الافتراضي فوصل الى طريق مسدود، وهو غير مقبول ولا قابل للاستمرار، بل ودب الوهن في أساساته وغشيه التفكك من أعلاه الى جوانبه انحدارا الى الأسفل.
الفسطاط الثاني:
• "الحركة" حالة أهلية مؤطرة ومهيكلة في قطاع غزة وبين مليون من ابنائه في الخارج، وفكرتها انطلقت من صميم وجدان شعبها وفي يدها سلطة لتدبير شؤون أهلها الذين بادلوها وفاء بوفاء، وشبكتها التنظيمية موجودة وبذات المقدار في كل تكتلات الشعب الفلسطيني في مناطق الداخل والشتات والمهاجر.
• "والحركة" تحوز ثقة واسناد أكثر من 220 حركة اسلامية وسطية ممتدة في أحشاء شعوب 56 دولة اسلامية ولها حضور بين عشرات الأقليات والجاليات المسلمة، وتناصرها شرائح واسعة ومتنامية من أحرار العالم من مختلف الدول الحرة والأديان والطوائف والاعراق والشعوب وبخا
ة الفئات الشابة، لانها حركة تمثل أرقى نماذج النضال الملتزم والكفاح المنتظم للحصول على الحرية وتحقيق التحررالوطني ، ولديها من الانفتاح المنضبط ما شكل منها مثالا لحمل هذه القضية العادلة بمهنية احترافية عالية المستوى.
• صحيح ان "الحركة" تحوز دعم 40% من الفلسطينيين في الداخل، ولكنها استثمرت فيها بعمق استراتيجي، وهي عموما نسبة جيدة لحركة تحرر وطني ، فان أفغانستان تحررت على يد شريحة من البشتون الذين يشكلون احدى مكونات أفغانستان ، وبعض ثوار ادلب حرروا سوريا وهم أقلية بين المكون السني السوري فقط.
• غزة أفلحت في بعث الفهم والهم والمهم والأهم، واستطاعت رد الاعتبار لفريضة الجهاد وادارت خمسة حروب وأربع معارك وطوفان الاقصى كل ذلك أثناء حصار ظالم شارك في القريب والبعيد، وسيكون لهذا أثرة الملهم والملهب في نفوس أجيال الملة المحمدية.
ولكن للأسف، فان "الحركة" تعاني بعضا مما يلي:
1. يعاديها الغرب بكل تفاصيله وألوانه وأخطرها التطرف العقدي المتحكم في قرارات دوله، وبخاصة في أمريكا ذات القوة الرهيبة.
2. ويعاديها النظام الرسمي العربي بحكم خلفيتها الاسلامية التي يناقضها النظام لأسباب مفهومة.
3. وتعاديها الصهيونية العالمية المتمكنة في 112 دولة والتي تسللت الى نسيج معظم الدول الأخرى.
4. ويناصبها العداء أصحاب الأفكار والصرعات اللادينية بما يملكون من أدوات ذات تأثير فعال.
5. والأهم انه تواجهها سلطة فلسطينية مدعومة عربيا، وممولة دوليا، ولها تنظيم عضوي موظف، ولها أجهزة مدربة وموجهة، وفوق ذلك تتمتع باعتراف دولي رغم انها تعمل في صف العدو.
لمن ستكون الغلبة في النهاية:
1. هذا صراع عقدي ومنازلة عظمى بين باطل صرف وحق خالص في مكان مبارك وفي ظرف استثنائي، وميزان القوى في هذا الصراع مائل ميلا حادا، لكن الاستكبار الكفري استفحل والطلائع المؤمنة سطع نورها بحجم تضحياتها، وكل الأحداث تتم تحت نظر الله وفي قبضة يده فهو المتصرف الفعال لما يريد في الكون.
2. بأمر الله استطاع أسير محرر واحد اطلاق "طوفان الأقصى" ومن خلاله وبأقصى ما لديه من قدرات قام بضرب عدوه في أضعف ما لديه من ثغرات فأحدث زلزالا هز عمدان الاحتلال وأطاح بأركان البنيان دفعة واحدة، والطوفان كلمة قرآنية تفيد الكنس والتغيير والاستبدال، فما بالكم عندما يكون الطوفان معرفا بالأقصى وألأقصى لاينكسر ولا يهمش ولا يستسلم.
3. قال صلى الله عليه وسلم: "لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون،حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر و الشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم ياعبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله الا شجر الغرقد، فانه من شجر اليهود".
4. رغم فائض الالم واعتصار الوجع الا أن بشائر النصر بدأت تلوح بفتح الفتوح ولكن النصر سيكون ثمرة تضحيات جسام ، ذلك ان الشعب استلم قضيته بنفسه لأول مرة، والامة التفت تماما الى مقدسها والأمة لايمكن أن تنكسر.
0 تعليق