وفورا افترض البعض أنها حفرة عملاقة أو منشأة عسكرية مخفية وآخرون اعتبروها شيئا خارقا للطبيعة. ولكن تبين أنها ليست كذلك أبدا.
ويشير العلماء إلى أن هذه البقعة السوداء التي نشرت صورتها هي جزيرة "فوستوك" الصغيرة التابعة لجمهورية كيريباتي. وهي واحدة من العديد من الجزر المرجانية والأرخبيلات المفقودة في جنوب المحيط الهادئ. تبلغ مساحتها 0.25 كيلومترا مربعا، وأقرب قارة إليها تبعد آلاف الكيلومترات.
وأن ما يميز هذه الجزيرة الصغيرة، هو أنها مغطاة بالكامل بغابات كثيفة. تنمو عليها أشجار البيسونيا التي تشكل سجادة خضراء لا يمكن اختراقها لأن تيجانها كثيفة للغاية حتى أنها لا تسمح بدخول الضوء. ولهذا السبب تبدو الجزيرة وكأنها بقعة مظلمة من الفضاء. لذلك أثار نشر الصورة نقاشا حادا، لأن الكثيرين اعتقدوا أن هناك شيئا مخفيا.
ووفقا للعلماء، جزيرة فوستوك غير مأهولة بالسكان. ولا توجد فيها مصادر للمياه العذبة، كما أن النباتات الكثيفة تجعل الحركة صعبة. ولكنها أصبحت مكانا مهما للطيور، حيث تعتبر أغصان هذه الأشجار موطنا لمجموعة متنوعة من الطيور، مثل الطيور الشانية "الفرقاطات- Fregata"، وطيور أخبل "Booby" (الاسم العلمي sula)، وأنواع بحرية أخرى.
وتنتشر أشجار البيسونيا عن طريق الحشرات المهاجرة. تلتصق بذورها بريشها، وتحملها إلى جزر أخرى. وفي بعض الأحيان تكون البذور لزجة جدا بحيث لا تتمكن الطيور من تحرير نفسها وتموت، حيث يمكن العثور على عظامها تحت الأشجار.
وتجدر الإشارة، إلى أن جزيرة فوستوك اكتشفت عام 1820 من قبل المستكشف الروسي فادي بيلينسغاوزن (Faddey Bellingshausen) الذي كان ضابطا ورسام خرائط خدم في البحرية الإمبراطورية الروسية، وترقى إلى رتبة أميرال وشارك في أول رحلة روسية حول العالم وكان رئيسا للبعثة التي اكتشفت القارة القطبية الجنوبية. ومنذ اكتشافها وإلى الآن، لم يسكنها أحد بصورة دائمة. لذلك تبقى طبيعتها البكر غير ملوثة تقريبا، وتخفي الغابات الكثيفة الجزيرة عن أعين المتطفلين، حتى عند رؤيتها من ارتفاعات الأقمار الصناعية.
المصدر:mail.ru
0 تعليق