التاريخ: 21 فبراير 2025
طوّر طالب دكتوراه بجامعة شيكاغو الأميركية، متخصص في الهندسة الجزيئية، مادة جديدة مستخلصة من شاي الأعشاب، بحيث يمكنها أن تؤدي دور عدد كبير من التطبيقات الطبية التي تفيد المرضى.
واستطاع تشانغشو صن، طالب الدكتوراه في الهندسة الجزيئية بجامعة شيكاغو، تحويل المادة المعروفة بـ«جوزة المالفا» المستخدمة في شاي الأعشاب إلى هلام مائي مثالي (هيدروجيل) يقوم بمجموعة متنوعة من الاستخدامات الطبية الحيوية التي تتراوح من العناية بالجروح إلى قراءات مخطط كهربية القلب.
لم تعتمد الورقة البحثية التي نُشرت الاثنين في مجلة «المادة (Matter)» في تطوير هذه التطبيقات على الفوائد الصحية المزعومة لجوز المالفا في الصين، إذ تُعرف بقدرتها على علاج التهاب الحلق، وإنما على قدرتها على الانتفاخ في الماء متحولة لهلام مائي ذي خصائص متعددة.
ويذكر أن الهلام المائي عبارة عن مواد لزجة تنتفخ عندما توضع بالماء. وباعتبارها ناعمة ومحبة للماء مثل الأنسجة البشرية، قام هذا الباحث بتطويرها بحيث يمكن استخدامها في العناية بالجروح، ومكافحة العدوى وتحفيز عملية الشفاء بما يتجاوز ما يمكن أن تفعله ضمادة الجروح. كما نجح في دمجها في العديد من أنظمة توصيل الأدوية، والإلكترونيات الحيوية القابلة للزرع مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب، وإصلاح الأنسجة، وقراءات مخطط كهربية القلب، وغيرها من الاستخدامات.
وقال تشانغشو صن، في بيان صحافي : «لم نرَ من قبل قط ثمرة آتية من شجرة تتمدد بهذا الحجم». وهو ما علق عليه الباحث الرئيسي في فريق صن، أستاذ الكيمياء بجامعة شيكاغو، بوزي تيان: «رأى الآخرون بقايا لزجة في الشاي، في حين رأى صن إمكانات غير مسبوقة في هذه البقايا».
وقال إنه «اكتشاف رائع من طالب رائع، لقد نظر في شاي الأعشاب ورأى عالماً من التطبيقات الطبية الحيوية». في الطب الصيني التقليدي، غالباً ما تستخدم هذه المادة في الشاي كعلاج لالتهاب الحلق، على غرار إضافة الزنجبيل أو الليمون.
وقال صن: «في الأصل، يكون شكلها بيضاوياً بعرض سنتيمتر واحد. بمجرد نقعها في الماء، ستتمدد نحو 8 مرات في الحجم و20 مرة بالوزن، وتتحول إلى كتلة هلامية».
وأوضح أنه «بعد شرب المشروب، تُترك الكتلة الهلامية كنفايات. وعادة ما يتخلص الناس منها».
للمقارنة، ينتفخ الأرز بنحو ثلاثة أضعاف بالوزن عند طهيه. وتنتفخ بذور الشيا إلى 10 أضعاف وزنها عند إضافتها إلى الماء.
رأى صن وتيان إمكانات هائلة في نفايات الطعام الجيلاتينية التي يتم إلقاؤها مع بقايا الشاي. قال صن: «لقد قلنا، حسناً، هذا هيدروجيل طبيعي».
ولكن تحويل المكون الطبيعي إلى أجهزة طبية من المؤكد أنه يتطلب عملاً أكثر من مجرد وضعها في الشاي. إذ يتم سحقها أولاً في الخلاط ثم تمريرها عبر جهاز الطرد المركزي لاستخراج أكبر قدر ممكن من هيدروكولويد السكاريد الناعم المتوسع مع التخلص من اللجنين البنيوي الصلب الذي يعطي المكسرات قشورها. ثم يقومون بتجفيف محلول الهيدروكولويد بالتجميد، وإزالة كل الماء لإنشاء سقالة جافة من سكاريد جوز المالفا النقي. تخيل إسفنجة مطبخ جافة تعود إلى شكلها تحت صنبور المطبخ.
قال صن: «إذا قمنا بترطيب هذه السقالات مرة أخرى، فإنها تتحول إلى هلام».
وبدأ الفريق في اختبار هيدروجيل جوز المالفا في مجموعة متنوعة من الاستخدامات الطبية، من العناية بالجروح إلى المراقبة الحيوية.
وقال صن: «وجدنا أنه أظهر أداءً وجودة عالية مقارنة بمخططات القلب الكهربائية التجارية. ثم قمنا أيضاً بتطبيقه على سطح الأنسجة في الجسم الحي، وقد أعطى تسجيل رائع للإشارات الحيوية»، مضيفاً: «لدينا هنا مادة محلية أصلية يمكن استخدامها لإنشاء حلول رعاية صحية قيمة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق