مؤسسات استشراف المستقبل
اهتمت الدول بدراسات استشراف المستقبل باعتباره اجتهاد علمي منظم يرمي إلى صوغ مجموعة من (التنبؤات المشروطة) تشمل المعالم الرئيسية لأوضاع مجتمع ما أو مجتمعات عبر فترة عقدين أو أكثر، وتنطلق من بعض الافتراضات الخاصة حول الحاضر والماضي لاستكشاف أثر دخول عناصر مستقبلية على المجتمع أو المجتمعات().
كما أنها دراسات تستهدف تحديد وتحليل وتقويم كل التطورات المستقبلية في حياة البشر في العالم أجمع بطريقة عقلانية موضوعية، وإن كانت تفسح مجالا للخلق والإبداع الإنساني وللتجارب العلمية ما دامت هذه الأنشطة تساهم في تحقيق هذه الأهداف().
وتُعد مؤسسات استشراف المستقبل مهمة في المجتمع كأهمية الأذن والعين للإنسان()؛ لذا عُني الغرب ثم تبعه الشرق – بإنشاء الكثير منها، فقد بلغ عدد المؤسسات التي تعنى بشؤون المستقبل في الولايات المتحدة الأمريكية فقط في عام (۱۳۸۷هـ/ ١٩٦٧م) ستمائة مؤسسة، وفي أوروبا بلغت عام (١٣٩٠هـ/ ۱۹۷۰م) ثلاثا وتسعين ومئتي مؤسسة ولا يكاد يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية مؤسسة أو شركة لا تتضمن وحدة لاستشراف المستقبل().
بل حتى المجالس الاستشارية العليا عُنيت بذلك، فعلى سبيل المثال: استحدث في مجلس الكونجرس الأمريكي خلال ربع القرن الماضي ثلاث إدارات تعنى بالشؤون المستقبلية، تضم فريقًا من العلماء المتفرغين، وتغذي أعضاء المجلس بالمعلومات. ومن أهداف بعض هذه الإدارات: مساعدة الأعضاء في إدراك الطرق التي تؤثر بهــا قرارات اليوم على المستقبل، ومساعدتهم في جمع المعلومات المتعلقة بالآثار بعيدة المدى للتشريع الوضعي().
وهناك معاهد ومراكز مستقبلية في أمريكا اللاتينية، وفي بعض البلدان الأفريقية، وفي الصين واليابان والفلبين وباكستان، والهند، وغيرها.
ومنها مؤسسات غربية مثل:
- مؤسسة (راند) (Rand Corporation) في الولايات المتحدة الأمريكية:
- معهد (هدسون) (Hudson Institute) في الولايات المتحدة الأمريكية:
- جمعية المستقبل العالمية (World Future Society)، في الولايات المتحدة الأمريكية:
- نادي روما (Club of Rome في إيطاليا:
الاتحاد العالمي للدراسات المستقبلية (The World Future Studies Federation)، في فرنسا:
ومنها مؤسسات عربية مثل:
- معهد التخطيط القومي في القاهرة
- المعهد العربي للتخطيط بالكويت
- مركز دراسات الوحدة العربية، في بيروت
- الجمعية المغربية للدراسات المستقبلية
- منتدى الفكر العربي في الأردن
سلمان جعيدان الحربي